تساءل العديد من المهتمين بالشأن العام المحلي بتطوان، قبل أيام قليلة، حول مآل الوعود التي أطلقها المجلس الجماعي بتحويل مبنى المحطة الطرقية القديمة وسط المدينة إلى صرح ثقافي، وقطع الطريق أمام أطماع اللوبيات العقارية في شرائه أو استغلاله، سيما أن المبنى أصبح مهجورا منذ سنوات طويلة، رغم مكانه الاستراتيجي والحاجة لاستغلاله في ما يمكن أن يعود بالنفع على الصالح العام. وحسب مصادر مطلعة فإن المجلس الجماعي لتطوان، لم يكشف إلى حد الآن عن أي خطة لاستغلال مرفق المحطة الطرقية القديمة، كما لم تتم مناقشة الأمر داخل المكتب المسير أو اللجان الدائمة لتوضيح الرؤية المستقبلية لاستغلال بناية المحطة، والبحث في استثمار قِدمها وتاريخها، والحرص على حماية اللوحات الفنية التاريخية الثمينة التي تزينها من الداخل. واستنادا إلى المصادر نفسها فإن الملف المذكور يشوبه الجمود، سوى الحديث قبل أسابيع حول التنسيق بين المؤسسات العمومية والمصالح الحكومية المركزية، لطرح مشروع تحويل بناية المحطة الطرقية القديمة إلى صرح ثقافي بالمنطقة، وتكريس الحفاظ على الهوية التاريخية للحمامة البيضاء، باعتبارها مدينة للثقافة والمثقفين، وشهدت استقرار العديد من الفنانين والمبدعين من داخل وخارج المغرب بها. وأضافت المصادر عينها أن البرامج والسيناريوهات التي سبقت دراستها لإنجاز مشروع متكامل لاستغلال المحطة الطرقية القديمة بتطوان، تتعلق بتحويل الطبقة الأولى حيث كانت تباع التذاكر لمتحف ومعرض خاص باللوحات الفنية التاريخية، مع هيكلة وتجهيز مكان وقوف الحافلات في الأسفل، ليصبح على شكل شاشات سينمائية عملاقة تعمل بوسائل تكنولوجية حديثة، وتمكن الزائر من زيارة أهم المآثر التاريخية بالمدينة وهو واقف بمكانه، وتستعرض تاريخ تطوان العريق، كمدينة كانت دائما في صلب اهتمامات الملك محمد السادس نصره الله، للرقي بها وتحويلها إلى مدينة عالمية. يذكر أن تحويل مبنى المحطة الطرقية القديمة بتطوان، إلى مركز ثقافي بالمدينة، سيكون بعد تنافس العديد من العروض والطلبات الخاصة بالمشروع المذكور، وذلك وفق استراتيجية حديثة، وبرامج قادرة على جذب الزوار والسياح، وتحقيق التنمية المنشودة، والرفع من الجاذبية السياحية بالمنطقة الشمالية.