جرى اليوم الأربعاء بالرباط، توقيع اتفاقية بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وشركة الخطوط الجوية السعودية، تهم ترتيبات نقل الحجاج والمعتمرين من المغرب. وتهدف هذه الاتفاقية التي وقعها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، ووزير الحج والعمرة السعودي، توفيق بن فوزان الربيعة، إلى الإسهام في رفع مستوى النقل الجوي مع ضمان ثبات الأسعار، وتحسين مستوى الخدمات عبر مجموعة من المبادرات النوعية التي تخدم الحجاج والمعتمرين. وقال السيد التوفيق، خلال لقاء مع الصحافة عقب المباحثات التي أجراها مع وزير الحج والعمرة السعودي بحضور وفد رفيع المستوى يمثل منظومة خدمة ضيوف الرحمن من القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، إن هذا الاجتماع يندرج في إطار تفعيل التوجيهات السامية لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل تسهيل إجراءات الحج على الحجاج المغاربة، وذلك عبر اتخاذ إجراءات مشتركة مع وزارة الحج والعمرة السعودية. وأبرز السيد التوفيق أنه تم الاشتغال منذ أكثر من شهر ونصف للتوصل إلى الإجراءات التي من شأنها تيسير أداء مناسك الحج، ولاسيما ما يتعلق بالنقل الجوي، مذكرا في هذا الصدد بحرص المغاربة على أداء هذه المناسك حيث يصل عدد الطلبات المقدمة سنويا إلى 320 ألفا. من جهته، استعرض وزير الحج والعمرة السعودي حزمة الإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية بهدف تيسير وصول المعتمرين والزوار إلى الديار المقدسة، مبرزا أنه جرى العمل على جدولة الرحلات الموسمية من الآن. وأعلن في هذا الصدد، عن زيادة الطاقة الاستيعابية للخطوط الجوية السعودية بنسبة 30 في المائة، في مواسم العمرة، مع زيادة تدريجية في عدد الرحلات لتصل إلى 68 رحلة شهرية، وخفض أسعار التذاكر بنسبة تبلغ 10 في المائة، إضافة إلى السماح بزيادة الأوزان لكل معتمر إلى 69 كيلوغراما بدلا من 46، أي بنسبة زيادة تصل إلى 50 في المائة. كما ذكر الوزير بتمديد موسم العمرة إلى عشرة أشهر خلال العام، وافتتاح مركز "تأشير" في المغرب، الذي يهدف إلى تسهيل إجراءات إصدار التأشيرات، وتقليص مدة الحصول عليها إلى 48 ساعة، كما أصبح بإمكان الحاصلين على تأشيرات العمرة، الإقامة والتنقل بين مدن المملكة العربية السعودية لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر بدلا من ثلاثين يوما. وأعلن، من جهة أخرى، عن تدشين معرض ومنصة "نسك" في مدينة الدارالبيضاء، يوم غد الخميس، وذلك للتعريف بالتسهيلات الاستثنائية والخدمات المستحدثة للمعتمرين، مسجلا أن تنظيم هذا المعرض يمثل امتدادا لحرص الحكومة السعودية على جعل رحلة ضيف الرحمن أكثر يسرا وسهولة، وتفعيلا لأهداف رؤية السعودية 2030 عبر برنامج خدمة ضيوف الرحمن. وأوضح السيد توفيق بن فوزان الربيعة، أن هذا المعرض سيشكل فرصة مواتية للقاء يجمع بين شركات العمرة والسياحة من البلدين لمناقشة وبحث فرص التعاون ووضع الحلول المشتركة، التي تسهم في تحسين تجربة الزائر والمعتمر، حيث ستتيح المنصة للمستخدمين اختيار خدمات السكن والتنقل وحجز الطيران والحصول على المعلومات الرسمية الموثوقة، والأدلة الشاملة للمواقع التاريخية والإسلامية. وسجل أن زيارته للمغرب "تعتبر انعكاسا لعمق العلاقات التاريخية الأخوية، وامتدادا للتعاون المستمر بين البلدين، الذي يشهد نموا مطردا في مختلف المجالات، بدعم وإشراف مباشر من قيادة البلدين الشقيقين". وحسب بلاغ لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تأتي زيارة وزير الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية في إطار دعم العلاقات القائمة بين البلدين، والعمل على توطيد الروابط بين الوزارتين، من أجل تحسين إجراءات قدوم معتمري وزوار المملكة المغربية، وتقوية وتعزيز التعاون بين الطرفين في هذا المجال، والعمل على زيادة التوعية وتأهيل المعتمرين والحجاج القادمين من المغرب. وذكر البلاغ أنه تم الإعداد لهذه الزيارة من خلال عقد العديد من الاجتماعات التحضيرية بين مختلف الجهات السعودية والجهات الوطنية المتدخلة في تنظيم الحج والعمرة، خصصت لدراسة تحسين تنظيم إجراءات العمرة انطلاقا من الاتفاقيات المبرمة في هذا الجانب، كما خصصت لدراسة تطوير آلية العمل في مواسم الحج استعدادا لموسم الحج القادم.