طنجة تتأهب لأمطار رعدية غزيرة ضمن نشرة إنذارية برتقالية    تساقطات ثلجية وأمطار قوية محليا رعدية مرتقبة الأحد والاثنين بعدد من أقاليم المغرب    نشرة انذارية…تساقطات ثلجية وأمطار قوية محليا رعدية مرتقبة الأحد والاثنين بعدد من أقاليم المملكة    توقيف ثلاثة مواطنين صينيين يشتبه في تورطهم في قضية تتعلق بالمس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات الرقمية    توقيف 3 صينيين متورطين في المس بالمعطيات الرقمية وقرصنة المكالمات الهاتفية    ريال مدريد يتعثر أمام إسبانيول ويخسر صدارة الدوري الإسباني مؤقتًا    ترامب يعلن عن قصف أمريكي ل"داعش" في الصومال    ريدوان يخرج عن صمته بخصوص أغنية "مغربي مغربي" ويكشف عن مشروع جديد للمنتخب    "بوحمرون".. الصحة العالمية تحذر من الخطورة المتزايدة للمرض    الولايات المتحدة.. السلطات تعلن السيطرة كليا على حرائق لوس أنجليس    أولياء التلاميذ يؤكدون دعمهم للصرامة في محاربة ظاهرة 'بوحمرون' بالمدارس    CDT تقر إضرابا وطنيا عاما احتجاجا على قانون الإضراب ودمج CNOPS في CNSS    هذا هو برنامج دور المجموعات لكأس إفريقيا 2025 بالمغرب    الشراكة المغربية الأوروبية : تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة    تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج فاقت 117 مليار درهم خلال 2024    مقترح قانون يفرض منع استيراد الطماطم المغربية بفرنسا    حجز أزيد من 700 كيلوغرام من اللحوم الفاسدة بطنجة    توقعات احوال الطقس ليوم الاحد.. أمطار وثلوج    اعتبارا من الإثنين.. الآباء ملزمون بالتوجه لتقليح أبنائهم    انعقاد الاجتماع الثاني والستين للمجلس التنفيذي لمنظمة المدن العربية بطنجة    مؤسسة طنجة الكبرى تحتفي بالكاتب عبد السلام الفتوح وإصداره الجديد    شركة "غوغل" تطلق أسرع نماذجها للذكاء الاصطناعي    البرلمان الألماني يرفض مشروع قانون يسعى لتقييد الهجرة    تفشي "بوحمرون" في المغرب.. أرقام صادمة وهذه هي المناطق الأكثر تضرراً    BDS: مقاطعة السلع الإسرائيلية ناجحة    إسرائيل تطلق 183 سجينا فلسطينيا    ثمن المحروقات في محطات الوقود بالحسيمة بعد زيادة جديد في الاسعار    رحيل "أيوب الريمي الجميل" .. الصحافي والإنسان في زمن الإسفاف    الانتقال إلى دوري قطر يفرح زياش    زكرياء الزمراني:تتويج المنتخب المغربي لكرة المضرب ببطولة إفريقيا للناشئين بالقاهرة ثمرة مجهودات جبارة    مسلم يصدر جديده الفني "براني"    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفل تكريم لرئيسه السابق العلامة عبدالله شاكر    تنس المغرب يثبت في كأس ديفيس    بنعبد الله يدين قرارات الإدارة السورية الجديدة ويرفض عقاب ترامب لكوبا    "تأخر الترقية" يخرج أساتذة "الزنزانة 10" للاحتجاج أمام مقر وزارة التربية    لمن تعود مسؤولية تفشي بوحمرون!    المغرب التطواني يتمكن من رفع المنع ويؤهل ستة لاعبين تعاقد معهم في الانتقالات الشتوية    توضيح رئيس جماعة النكور بخصوص فتح مسلك طرقي بدوار حندون    لقجع: منذ لحظة إجراء القرعة بدأنا بالفعل في خوض غمار "الكان" ولدينا فرصة لتقييم جاهزيتنا التنظيمية    العصبة الوطنية تفرج عن البرمجة الخاصة بالجولتين المقبلتين من البطولة الاحترافية    الولايات المتحدة الأمريكية.. تحطم طائرة صغيرة على متنها 6 ركاب    بنك المغرب : الدرهم يستقر أمام الأورو و الدولار    المغرب يتجه إلى مراجعة سقف فائض الطاقة الكهربائية في ضوء تحلية مياه البحر    القاطي يعيد إحياء تاريخ الأندلس والمقاومة الريفية في عملين سينمائيين    انتحار موظف يعمل بالسجن المحلي العرجات 2 باستعمال سلاحه الوظيفي    السعودية تتجه لرفع حجم تمويلها الزراعي إلى ملياري دولار هذا العام    الإعلان عن تقدم هام في التقنيات العلاجية لسرطانات البروستات والمثانة والكلي    غزة... "القسام" تسلم أسيرين إسرائيليين للصليب الأحمر بالدفعة الرابعة للصفقة    محاضرة بأكاديمية المملكة تُبعد نقص الذكاء عن "أطفال صعوبات التعلم"    حركة "إم 23" المدعومة من رواندا تزحف نحو العاصمة الكونغولية كينشاسا    هواوي المغرب تُتوَّج مجددًا بلقب "أفضل المشغلين" لعام 2025    أي دين يختار الذكاء الاصطناعي؟    الممثلة امال التمار تتعرض لحادث سير وتنقل إلى المستشفى بمراكش    الفنانة دنيا بطمة تغادر السجن    نتفليكس تطرح الموسم الثالث من مسلسل "لعبة الحبار" في 27 يونيو    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحافة الإسبانية بتطوان أثناء الاحتلال الثاني (15)
نشر في بريس تطوان يوم 18 - 09 - 2023

ولم يقتصر المظهر الإعلامي المكتوب على جانب التعامل الكامل بين الصحافة الوطنية والإسبانية، بل تعداه الى التشارك اللغوي في الصحافة اليومية، منها مثلا جريدة «النهار» اليومية التي كانت تطبع باللغتين العربية والإسبانية، وهي أول تجربة صحافية ظهرت في المغرب العربي بهذا الشكل، بأقلام مغربية واسبانية.
ومدينة تطوان رائدة في هذا التشارك اللغوي الذي لم ينحصر في الحقل الصحفي وحده بل تعداه إلى حقل الفكر والأدب والإبداع، كمجلة « المعتمد» التي كان من أسسها الأديب المغربي الكبير محمد الصباغ بمعية أدباء اسبان مرموقين ، وكمجلة «تطوان» المتخصصة في البحث العلمي والتاريخ المغربي التي كان يديرها محمد الفاسي، بمعية الاستاذين محمد عزيمان ومحمد بن تاويت وطاقم كبير من الكتاب المغاربة والاسبان انطلاقا من بداية الاستقلال، وكمجلة « نمودة» التي كان جسمها الإبداعي يتكون من كبار الكتاب أيضا مغاربة وأجانب وهم: الرئيس لويس كاربخال أربيطا(D ،LuisCarbajalArrieta والباحث الكبير المؤرخ المعروف ماريانو اريباس بالو D.Mariano (d.GuillermoGuastavinoGallent) Arribas Palau کوبيرمو کوسطبنو كايننط، والأديب المرحوم محمد عزيمان، والفنان العالمي الرسام ماريانو برتوشي; (MarianoBertuchi nieto( وطوماس كارسيا فيكراس(Tomas Garcia FiGueras . والعالم الباحث الأديب المرحوم سيدي عبد الله كنون وغيرهم مما يطول ذكرهم، ونجد فيها أبحاثا مهمة عن تاريخ تطوان باقلام اسبانية كالبحث المصنف حول الزوايا الموجودة بتطوان ومنها الزاوية الحراقية التي تحدث عنها الأديب والمؤرخ فيكراس في عرض مطول نبش فيه تاريخ هذه الزاوية والأشخاص المدفونين بها، والكتابات المنقوشة على القبور حيث أثبت نصها العربي ،وقام بترجمته إلى الإسبانية ، ثم الدراسة عن الكتابات العربية أو المنقوشة على الواجهة الأمامية لحوض المياه بمدخل باب العقلة بتطوان التي قام بها مندوب التربية والتعليم الإسباني الأديب فرناندو بلدراما مارتينس . وغيرهما كثير من النماذج التي شكلت تعريفات متعددة عن حضارة المدينة في ماضيها وحاضرها.
وأعتقد جازما أن تغلغل و مشاركة أدباء تطوان وصحافييها في مثل هذه الأعمال الإعلامية والإبداعية والتاريخية الكبيرة مع الكتاب والصحافيين الإسبان كان له دور ريادي عظيم في النهضة الثقافية بتطوان ، وفي بلورة عالم المعرفة عند الجانبين الإسباني والمغربي.وتقريب المفهوم الحضاري العربي إلى الغرب بصورته الحقيقية وليس بحسب الميول والأهواء الشخصية الاعتباطية التي كثيرا ما جازف فيها كتاب أجانب عند زيارتهم للمغرب فكتبوا عنه بوجه غير حقيقي ، وبمعلومات مغلوطة لجهلهم بالمصادر المتداولة.
وبالمقابل نجد أيضا أن احتكاك الكتاب المغاربة بأصدقائهم الإسبان دفعهم أيضا لدراسة الأدب الإسباني والوقوف على شخصياته، ومكانتهم الفكرية، وعبقريتهم الإبداعية، فتأثروا بإنتاجهم الأدبي وصاروا أمام إعجابهم به يترجمونه إلى العربية في صحفهم ومجلاتهم، بل أحيانا إلى تنظيم ندوات فكرية ومحاضرات قيمة عن الإنتاج الأدبي الإسباني، ومن ذلك مثلا تخصص بعض الكتاب التطوانيين في ترجمة الأدب الإسباني إلى العربية في أهم الصحف الوطنية، لتمكنهم من اللغة الإسبانية ودراساتهم العميقة لها، أمثال الكاتب عبد اللطيف الخطيب، والمرحوم محمد العربي الخطابي، ومحمد الصباغ، والدكتور موسى عبود، ونجيب أبو ملهم، والفريد البستاني، ونعمت الله الدحداح، ومحمد عزيمان الذي أدى دورا كبيرا للثقافة العربية من خلال دراساته القيمة لكثير من الأبحاث والكتب الإسبانية سواء التي قدمها في شكل محاضرات… أو دراسات، أو ترجمات من الإسبانية إلى العربية أو العكس لعمله كمشرف على مناهج التعليم بشمال المغرب, من ذلك مثلا البحث القيم الذي ألقاه بالاسبانية سنة 1949 عن الكاتب الأسباني الكبير الأديب المستعرب والمتخصص في الدراسات الإسلامية بالأندلس انخل كونثالث بلنثيا(1884 –1949) والذي وضع مختصرا جامعا عن تاريخ الأدب العربي الإسباني (شعرا وكتابة وعلما، وأدبا، ونحوا، وتاريخا، وجغرافية، ورحلة، وفلسفة، وعلم كلام، وتفسيرا، وحديثا، وفقها، ورياضيات، وفلكا، وطبا، في كل عصر من عصور الأندلس الإسلامية، مع التراجم الموجزة للنابغين في كل من هذه الفنون).
ولا ننسى بامتياز كبير الموسوعة الفكرية للباحث الكبير والمؤرخ الفذ الأستاذ محمد بن عزوز حكيم الذي كتب أزيد من 225 كتابا باللغة الإسبانية في مختلف حقول المعرفة عن حضارة المغرب عامة وتطوان خاصة، عن تاريخها، وأعلامها، وشخصيات مغربية مشهورة مما قرب للإسبانيين توهجا عميقا وفعالا عن صدى المغرب في مجالاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والحربية أيضا.
وقد برزت مندوبية التربية والتعليم بتطوان كقطب الرحى للتعريف بأدوار الثقافة العربية – الإسبانية بحكم تواجد جهابذة العلم والمعرفة من الجانبين معا سواء ككتاب أو صحافيين ما اغنوا المجال الثقافي إغناءا واسعا عكسته الكتب والمقالات الصحفية المنشورة في جريدة «الحياة «و»الحرية «، و» المغرب الجديد» و «الريف» و «الأمة» والمعرفة « و»الأخبار « وغيرها وهو ما كانت تنقله أيضا مترجما الى الإسبانية جريدة « دياريو دي افريكا التي كانت تصدر بتطوان والتي توج محررها الشاعر والصحفي «بيوکومي8 نيسا من مواليد مدينة مليلية المغربية «بجائزة الصحافة لموسم جني الكرم بمدينة شيريش مكافاة له على سلسلة المقالات التي نشرها في تلك الصحيفة للتعريف بحضارة المغرب والأندلس، وهي ثاني جائزة تمنح له بعد جائزة «بوسكان1954» وأيضا جريدة « اسبانيا « و» النهار «و» ايديال» التي كانت تعرف الإسبانيين بكثير من الأخبار الثقافية والفكرية التي تجري بتطوان والغنية بتعدد مواضعها، وأبحاثها، ودراساتها القيمة، دخلت بكل أسف في طي النسيان دون أن تجد لغاية الآن من يستجلي قيمتها الموسوعية الغنية عطاء علميا واسعا ، على امتداد الحقبة الاستعمارية ببلادنا.
والملفت للانتباه أن تطوان شهدت زيارات متعددة في نطاق التبادل الصحفي بين نقابة الصحافيين الفرنسيين ونقابة الصحافيين الاسبانيين، والنقابة الدولية للصحافيين العالميين للإطلاع على الحركة النهضوية بين المنطقتين ,وهكذا زار وفد من الصحافيين الفرنسيين والدوليين الطنجيين برئاسة رئيس قسم الصحافة الفرنسية بالمغرب السيد بنوي المدن المغربية بكل من مليلية وسبتة وتطوان والعرائش وبعد الحفاوة البالغة التي لقيها وفد الصحافة تبودلت رسائل الشكر بين المقيم العام الفرنسي مع نظيره الاسباني، ورسائل مماثلة لرؤساء البلديات للمدن التي زاروها.
كما زار الأديب الاسباني والصحافي المشهور فديريكو غرسيا شائتيص المدن الشمالية وأجرى مع الصحافيين المغاربة والاسبانيين عدة اتصالات وألقى عدة محاضرات ، أثنى فيها على المغرب والمغاربة، وبمسرح فيكتوريا بطنجة لقي إقبالا كبيرا .
وهذا الصحفي هو غير الشاعر والأديب الكبير فديريكو غرسيا لوركا الذي زار تطوان قبله. وشهدت المنطقة العديد من الزيارات والوفود الصحافية الأخرى لا يستوعب الكتاب ذكرها و هذا الموقف الجاد للصحافة الإسبانية قوبل من طرف المغاربة بتقدير كبير ناله أيضا الصحافي الإسباني من طرف الصحافيين المغاربة والقراء بالإسبانية ، يتجلى ذلك بشكل واضح في استقبال نقابة الصحافيين بتطوان لكل صحافي عربي كان أو أجنبي يزور المغرب ،فيقام له الاحتفال اللائق به سواء بمنزل الرئيس الإسباني للنقابة أو من أحد أعضاء المجلس الإداري. وكم شهد منزل الصحافي القيدوم الراحل التهامي الوزاني كثيرا من الاحتفالات الضخمة للصحافيين الزائرين والأمثلة كثيرة منها «الاحتفال الذي خص به عالم الأدب الإسباني السنيور أنطونيو كوريا فيلسكون النائب القومي للصحافة الإسبانية الذي أكرمت وفادته الصحافة الإسبانية والمغربية- وكالصحفي العربي» السيد ألبير عمون» محرر بجريدة « الأهرام المصرية الذي حظي بمقابلة خاصة من طرف الخليفة السلطاني وأجرى معه استجوابا عن القضية المغربية «وأهم عمل ساعدت به نقابة الصحافيين بتطوان هو الدعوة لإنشاء مكتب « توزيع المطبوعات وتبادلها» فكان ثمرة مجهود عميق تجسد تحقيقه في دورة عبد الكتاب هذا وقام بنشاط ملحوظ تبلور في تنظيم وتوزيع المطبوعات التي تنشرها الهيات الرسمية بالمنطقة وبيعها في اسبانيا ، وفي الخارج ، وقد وزع من هذه المطبوعات أثناء الأشهر السنة من سنة 1954 على أكثر من 400 مؤسسة ثقافية في أوربا والأمريكيتين وإفريقيا والشرق معظمها عن طريق الإهداء او المبادلة ليساعد بذلك على نشر الأعمال الفكرية التي يقوم بها المثقفون الإسبانيون في هذه المنطقة في أرجاء العالم .»
الخليفة الأمير مولاي الحسن بن المهدي يستقبل صحبة وزرائه أعضاء المؤتمر الثالث عشر للصحافيين الاسبان والمغاربة الذي انعقد لأول مرة بتطوان بتاريخ يونيه 1955.
وفي الأيام الأولى من شهر يونيه 1955» نظمت بتطوان جلسات المؤتمر الثالث عشر لاتحاد جمعيات الصحافة باسبانيا، بحضور الخليفة السلطاني والمقيم العام لاسبانيا ، رحب فيها بالمؤتمرين السيد ضون رفاينل الباريث كلارو رئيس جمعية الصحافة الإسبانية المغربية بتطوان ، تلته كلمة السيد مانويل أثنار رئيس اتحاد جمعيات الصحافة باسبانيا، الذي سلم إلى الخليفة السلطاني والى مقيم اسبانيا غرسيا بالينيو شهادة العضوية الفخرية في الاتحاد، تلك العضوية التي وقع الاتفاق عليها بالإجماع في المؤتمر الثاني عشر الذي عقد أثناء شهر يوليوز سنة 1954 في سان سباستيان كصحفيين شرفيين. وفيه تقرر انعقاد المؤتمر الثالث عشر للصحافيين الإسبانيين بمدينة تطوان لأول مرة في تاريخ المغرب بمشاركة كل جمعيات الصحافة الإسبانية . ولم يكن هذا ليتم لولا الجهود التي تظافر فيها التعاون الأخوي الإسباني المغربي من خلال نقابة الصحفيين بتطوان.
صحافيي تطوان في زيارة لمدينة شفشاون بعد انتهاء المؤتمر الثالث عشر لصحافيي اسبانيا بتطوان ومباشرة بعد هذا المؤتمر الذي حقق نجاحه على الساحة الإفريقية الممثلة بمدينة تطوان والساحة الإسبانية أصدرت الحكومة الإسبانية يوم 18 يونيه 1954 قرارا تمنح « بمقتضاه وسام توصية سيسينيروس لسيادة نائب الاقتصاد ورئيس جمعية الصحافة الإسبانية المغربية ضون رفائييل الباريث كلارو. وصدر بنفس التاريخ كذلك قرار يمنح بموجبه « وسام إفريقيا لشخصيات بارزة من بينها ضون غييرمو غواسطافينيو غيبت ، مدير السجلات والمكاتب بالمنطقة، وسكرتير مجلس تحرير « تمودة «كذلك يمنح وسام التوصية نفسه للسيد والسيد محمد بن محمد المرير رئيس مجلس الاستئناف الشرعي.
الحاج محمد بن علال عزيمان السكرتير العام لوزارة المعارف العمومية للمخزن وعضو مجلس تحرير « تمودة « .
واقتضت المناسبة ايضا أن يحظي المغاربة صحافيو المنطقة الخليفية بأول بطاقة صحفية رسمية توزعها عليهم الحكومة الاسبانية في شخص مقيميها العام السيد غرسيا فالينيو في شهر يونيه1954 وفي احتفال رسمي نظم بأوطيل « درسة « الذي كان يملكه السيد محمد بولعيش بايصة المحامي ونائب رئيس جمعية الصحافة المغربية الاسبانية بتطوان . وهو مكسب كبير خول للصحافيين المغاربة أن يتمتعوا بنفس حقوق الصحافيين الإسبانيين من حيث التطبيب والتمريض والتقاعد الممتاز. كل هذا من نتيجة نجاح المؤتمر الثاني عشر لصحافي اسبانيا بسان سبسطيان .
كما كانت مناسبة تنظيم عيد الكتاب الإسباني المغربي مثلا لسنة 1953 بتطوان أهم محطة صحفية للتعريف بدور النقابة وبأعمالها ، منها تدشين ولأول مرة في تاريخ المغرب معرض للصحافة الإسبانية المغربية ، عرضت فيه نماذج من الصحف العربية التي ظهرت في المغرب سواء التي تملكها المكتبة
العامة بتطوان أو الجارية على ملك الخواص الذين تفضلوا بعرضها، «الى جانب معرض الصحف الإسبانية بالمغرب المتوفر على الصحف والمجلات المختلفة التاريخ والطباعة والتي رتبت ترتيبا جغرافيا فصحف مدينة سبتة من أول عدد محفوظ من « الإيكوكونستيتونسيونال ( صدى الدستور)» EL Eco Constitucionalالصادر سنة 1822 إلى جريدة « الفارو دي سوتا(E | faro de ceuta ثم صحف مليلية وأقدمها « تلغراما دل الريف «El Telegrama del Rif» ثم صحف تطوان حيث عرض نموذج من « الإيكودي تطوان « التي أسسها بدرو انطونيو دي الأركون سنة 1860 عندما دخلت الجيوش الإسبانية الى تطوان للمرة الأولى، ثم صحف طنجة والعرائش وبيا سنخورخو اي الحسيمة والقصر الكبير الخ… «إلى جانب العرض هناك مجموعة أخرى من الجرائد والمجلات المخطوطة منها مجلات مدرسية، ونماذج من المجلات التي أصدرتها وحدات الجيش المغربي وغيرها من النماذج الهامة التي تقدم بها أصحاب المجموعات الخاصة».
وفي « الخزائن الجانبية من قاعة الصحف عرضت مجموعة عليها اهداءات بخطوط بعض المشاهير من المستعربين والكتاب والشعراء والعلماء والكتاب الحربيين ، والمختصين في المسائل الإفريقية والسياسيين والرحالة وشخصيات أخرى من العلماء والأدباء، كما تم نشر القائمة المؤقتة للصحف التي أعدتها الإسبانية « دورا بكايكو ارنيث» رئيسة قسم الصحف بالمكتبة العامة وكذلك القائمة المؤقتة للصحف العربية بالمنطقة الخليفية التي أعدها رئيس القسم الأستاذ الباحث محمد عزوز حكيم.
وسهلت المقيمية العامة الإسبانية للصحافيين المغاربة حق تأسيس مطابع خاصة بهم ، كما هو الشأن مثلا للصحافيين والعالميين الكبيرين الأخوين سيدي التهامي الوزاني ومحمد الوزاني بمقتضى القرار الصادر عن رئاسة الوزارة الخليفية بتاريخ 30 يناير 1942 والمنشور بالجريدة الرسمية لمنطقة حماية اسبانيا بالمغرب تحت عدد 5 لسنة 1942 هذا نصه :
( الحمد لله وحده
قرار وزيري
يعلم من هذا الكتاب الممضي باسمنا بصفة رئاسة الوزارة واعتماد رتبة الصدارة ، أنه بعد الإطلاع على الطلب المقدم من الأخوين الشريفين السيد التهامي والسيد محمد الوزانيين ملتمسين الإذن لتأسيس مطبعة بدرب شرفاء وزان بهذه لعاصمة التطوانية يطلق عليها لقب « مطبعة الريف» للقيام بأعمالها الاعتيادية .
وبعد مراجعة الضابط الجاري العمل به لتأسيس واستثمار الصنائع واستشارة ذوي الصلاحية من إدارة الدولة الحامية قررنا منح الإذن الملتمس وفقا للشروط الآتية:
1- يجب القيام بالتأسيس طبقا للمشروع المقدم على أن تقوم مصلحة المصانع بالناحية المركزية بمقابلة المشروع المقدم مع الأعمال المقامة.
2- يجب الشروع في التأسيس قبل انصرام الشهرين من تاريخ منح الإذن ويكون المصنع مهيئا للعمل ضمن أجل لا يفوق ستة أشهر من التاريخ المذكور.
3- يجب القيام بالأعمال بصفة تضمن أحسن الشروط الصحية والأمن الشخصي على أن يجعل في أساس الآلات وأطرافها مواد رطبة مائعة لتلافي الهز الشاغل.
4- على نيابة المنافع أن نصادق على التعريفة التي سيقع التمشي بمقتضاها.
والواقف عليه يجري على مقتضاه ولا يتعداه لسواه والسلام
في 13محرم الحرام عام 1361 الموافق ل 30 يناير 1942.»
وقد أسدت هذه المطبعة من خلال مطبوعاتها للثقافة والصحافة والإعلام بتطوان ما لا يعد ولا يحصى من المنافع الكبرى على امتداد أربعين سنة بين المرحلتين الاستعمارية والاستقلال .
الكتاب: الصحافة بشمال المغرب من التأسيس إلى الاستقلال
المؤلف: محمد الحبيب الخراز
(بريس تطوان)
يتبع...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.