ارتبط ذكرها بتطاوين بالشيخ الصالح سيدي علي بن ريسون الموصوف بالولاية والمعرفة والعلم، وكان بناء الزاوية سنة (1793م). وإذا كانت الزاوية الريسونية تعرف باسم بانيها سيدي علي بن ريسون، فإن خلفه سيدي عبد السلام بن ريسون من أبرز أعلامهما، الذي تولى تربية المريدين. ومما تواتر على الألسن عند ذكر عبد السلام بن ريسون انقطاعه للخلوة والعبادات مرات، واجتماعه بمجالس العلم والذكر والتفسير والحديث … مرات أخرى فيستدعي علماء تطوان ويقطع بالمذاكرة معهم معظم الزمان، كما ثبت عنه وعن زاويته ولوعا كبيرا بالموسيقى الأندلسية، فيعقد جلسات خاصة يحضرها أصحاب الأصوات الحسان. وقد جرت عليه هذه العادة انتقاد العلماء وإنكارهم مثل الفقيه السلاوي الذي كان كثير الانتقاد، لا سيما فيما يفعله الفقراء من التواجد والرقص: " فقد شوهد يوما، وكان حاضرا في مأتم بمسجد الزاوية الريسونية، وشرع الفقراء من الطائفة الحراقية في الذكر، ثم قاموا متواجدين على عادتهم، فقام السيد السلاوي في عجلة وإسراع، قاصدا باب المسجد للخروج، تاركا نعليه، لما نابه من القلق، حتى أدركه بعض من كان هناك بنعليه". ولعل الطريقة الصوفية التي كان عليها سيدي عبد السلام بن ريسون صوفية بسيطة ومرنة، لاتدفع الفرد إلى الغلو أو طرق بعض التصرفات الصوفية من " لبس المرقعات وحمل السبحة في الأعناق. فكان الشيخ عبد السلام ممن يقتصر على طريقة أسلافه من الإرشاد إلى الله والترغيب في حب رسول الله والحض على طاعة الله واجتناب نواهيه. وقد وقف الشيخ محمد المرير في المنافرة التي وقعت بين بني ريسون وابن عجيبة موقفا محايد وأولها على ألها: " منافرة إرشاد، لا منابذة انتقام وانتقاد، أوقل: هي مزاحمة أنوار، لا مهاجمة عداء ونفار، كما هو اللائق بمثل هؤلاء الأجلة الأخيار". العنوان: فهارس علماء تطوان (تطوان من خلال كتب التراجم والطبقات) للمؤلف: الوهابي منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...