تم اليوم السبت 18 فبراير 2023، توقيع اتفاقية شراكة بين جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، وجامعة بابلو دي أولافيد بإشبيلية، وذلك على هامش ندوة دولية حول "العلاقات الجامعية وسوسيو تربوية بين المغرب وإسبانيا"، ماستر "المغرب – إسبانيا – أمريكا اللاتينية: التواصل والتدبير الثقافي والدبلوماسي"، في شعبة الدراسات الإسبانية بكلية الآداب العلوم الإنسانية. وقال بوشتى مومني، رئيس جامعة عبد المالك السعدي، إن استقبال رئيس جامعة إشبيلية بمقر رئاسة الجامعة، يأتي في إطار التوقيع على اتفاقية الشراكة بين المؤسستين الأكاديميتين، بهدف تبادل الخبرات والأساتذة والطلبة، والمشاركة في التكوينات سواء على مستوى الإجازة أو الماستر أو الأبحاث العلمية على مستوى الدكتوراه. أما الأمر الثاني الذي من أجله جرى تنظيم هذا الاستقبال، حسب مومني، فهو إطلاق ماستر حول الدراسات الدبلوماسية بين الضفتين، على مستوى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، مبرزا أن هذا اللقاء ما هو إلا نتيجة لخارطة الطريق التي وضعها جلالة الملك محمد السادس نضره الله، مع رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز بتاريخ 7 أبريل 2022. وأضاف رئيس جامعة عبد المالك السعدي، أن الاتفاقية هي أيضا تثمين للاجتماع رفيق المستوى الذي عقد بداية شهر فبراير الجاري بالرباط بين الحكومتين المغربية والإسبانية، والذي شهد توقيع العديد من الاتفاقيات بما في ذلك تلك التي ترتبط بمجال التعليم العالي، واصفا جامعة عبد المالك السعدي بأنها تقود قاطة التعاون الجامعي بين البلدين، حيث تعي دورها في مجال إعداد الأطر رفيعة المستوى لتسهيل العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية بين الضفتين. من جهته قال مصطفى الغاشي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، إن هذه المبادرة تأتي في سياق علاقات الجوار والانفتاح بين الجامعات الوطنية والجامعات الأوروبية وخاصة الإسبانية، وتسعى هذه المبادرة إلى تطوير التعاون في المجال التربوي والثقافي والاجتماعي والعلمي، مبرزا أن استقبال رئيس جامعة إشبيلية يؤكد الدور المحوري للتبادل الأكاديمي بين جامعته وجامعة عبد المالك السعدي. وأورد الغاشي أن جامعة عبد المالك السعدي تفتخر بالعلاقة المتميزة التي تربطها بالجامعات الإسبانية، التي تحتل فيها الرتبة الأولى على المستوى الوطني، بالإضافة إلى قيمة الشراكات الموضوعاتية التي تسهر عليها مع الجامعات الإسبانية، بما يشمل موضوع الهجرة والفلاحة والبحث العلمي، علما أن عددا كبيرا من الطلبة المغاربة يدرسون في إسبانية، في حين تستقبل جامعة عبد المالك السعدي أعدادا متزايدة من الطلبة الإسبان، المقبلين على تعلم اللغة والثقافة العربية إلى جانب مختلف تخصصات الأدب العربي. واعتبر الغاشي أن الندوة حققت أهدافها ومكنت من تجميع مجموعة من العناصر الإيجابية التي أكدت عليها أيضا محاضرة السيد رئيس جامعة إشبيلية، إلى جانب الكلكة الافتتاحية للسيد رئيس جامعة عبد المالك السعدي، وتابع أن الأرضية متاحة لتطوير هذه العلاقات نحو الأفضل في مخلف المجالات، وهو ما يدل عليه إهداء المستشار الثقافي والتربوي بالسفارة الإسبانية بالرباط، أهدى مكتبته الخاصة التي تضم أكثر من 3000 كتاب لشعبة الدراسات الإسبانية بكلية الآداب. من جهته قال فرانسيسكو أوليفا بلاسكيز، رئيس جامعة بابلو دي أولافيد في إشبيلية، إنه سعيد بتواجده في المغرب وتحديدا بمدينة تطوان، من أجل توقيع اتفاقية غاية في الأهمية مع جامعة عبد المالك السعدي، مبرزا أن الأمر يتعلق باتفاق مهم لعدة أسباب، من بينها أن الشراكة في مجالات التكوين الأكاديمي والبحث العلمي تثمل مفاتيح التنمية المستقبلية للمغرب وإسبانيا. وأبرز المسؤول الإسباني أن هذه الاتفاقية عامة، وستليها اتفاقيات أخرى متخصصة، ستبدأ بتلك التي تربط الماسترات بين الجامعتين، إلى جانب العمل على منح الطلبة المغاربة والإسبان ماستر مزدوج معترف به في البلدين، مع التركيز أكثر على مجالات الاشتغال في البحث العلمي، على اعتبار أن البلدين يواجهان العديد من التحديات المشتركة مثل التغيرات المناخية ومشكلة المياه والإكراهات المتعلقة بالبيئة. وتحدث بلاسكيز عن دعم التعاون على مستوى الدكتوراه الدولية من خلال فتح مواضيع بين الجامعتين، مبرزا سعي الجامعتين إلى وضع برنامج موحد، مبرزا سعيه للعمل مع رئاسة جامعة عبد المالك السعدي إلى إعطاء هذه الأخيرة وضعا تفضيليا ضمن برنامج "أرسموس بلوس" الأوروبي الخاص بالجامعات الإفريقيا وجامعات أمريكا اللاتينية، ما يجعلها شريكا مميزا، بحيث تسهل حركة التنقل بين الطلبة والأساتذة بين الجامعتين.