جرى، اليوم السبت بمدينة تطوان، توقيع اتفاقية شراكة بين جامعة عبد المالك السعدي وجامعة بابلو دي أولافيد بإشبيلية الإسبانية، تمحورت حول تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التبادل الثقافي. وجاء توقيع هذه الاتفاقية، على هامش الندوة الدولية حول موضوع العلاقات الجامعية وسوسيو تربوية بين المغرب وإسبانيا"، التي نظمها ماستر "المغرب – إسبانيا – أمريكا اللاتينية: التواصل والتدبير الثقافي والدبلوماسي"، في شعبة الدراسات الإسبانية بكلية الآداب العلوم الإنسانية. وبابمناسبة، أبرز رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى مومني، أن توقيع هذه الاتفاقية يروم تبادل الخبرات والأساتذة والطلبة، والمشاركة في التكوينات سواء على مستوى الإجازة أو الماستر أو الأبحاث العلمية على مستوى الدكتوراه، مشيرا إلى مسعى إطلاق ماستر حول الدراسات الدبلوماسية بين الضفتين، على مستوى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان. وبحسب رئيس الجامعة، فإن هذا اللقاء يندرج في إطار تنزيل خارطة الطريق التي وضعها جلالة الملك محمد السادس نضره الله، مع رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز بتاريخ 7 أبريل 2022. مبرزا أن من شان توقيع هذه الاتفاقية، تثمين مخرجات الاجتماع رفيع المستوى الذي عقد بداية شهر فبراير الجاري بالرباط بين الحكومتين المغربية والإسبانية، والذي شهد توقيع العديد من الاتفاقيات بما في ذلك تلك التي ترتبط بمجال التعليم العالي. وبحسب المسؤول الجامعي، فإن جامعة عبد المالك السعدي، أصبحت تقود قاطرة التعاون الجامعي بين البلدين، حيث تعي دورها في مجال إعداد الأطر رفيعة المستوى لتسهيل العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية بين الضفتين. من جهته، أبرز عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية، مصطفى الغاشي، هذه المبادرة تأتي في سياق علاقات الجوار والانفتاح بين الجامعات الوطنية والجامعات الأوروبية وخاصة الإسبانية، وتسعى هذه المبادرة إلى تطوير التعاون في المجال التربوي والثقافي والاجتماعي والعلمي، مبرزا أن استقبال رئيس جامعة إشبيلية يؤكد الدور المحوري للتبادل الأكاديمي بين جامعته وجامعة عبد المالك السعدي. وأعرب الغاشي عن افتخار جامعة عبد المالك السعدي بالعلاقة المتميزة التي تربطها بالجامعات الإسبانية، التي تحتل فيها الرتبة الأولى على المستوى الوطني، بالإضافة إلى قيمة الشراكات الموضوعاتية التي تسهر عليها مع الجامعات الإسبانية، بما يشمل موضوع الهجرة والفلاحة والبحث العلمي، علما أن عددا كبيرا من الطلبة المغاربة يدرسون في إسبانية، في حين تستقبل جامعة عبد المالك السعدي أعدادا متزايدة من الطلبة الإسبان، المقبلين على تعلم اللغة والثقافة العربية إلى جانب مختلف تخصصات الأدب العربي. من جانبه، عبر فرانسيسكو أوليفا بلاسكيز، رئيس جامعة بابلو دي أولافيد في إشبيلية، إنه سعيد بتواجده في المغرب وتحديدا بمدينة تطوان، من أجل توقيع اتفاقية غاية في الأهمية مع جامعة عبد المالك السعدي، مبرزا أن الأمر يتعلق باتفاق مهم لعدة أسباب، من بينها أن الشراكة في مجالات التكوين الأكاديمي والبحث العلمي تثمل مفاتيح التنمية المستقبلية للمغرب وإسبانيا. وأبرز المسؤول الإسباني أن هذه الاتفاقية عامة، وستليها اتفاقيات أخرى متخصصة، ستبدأ بتلك التي تربط الماسترات بين الجامعتين، إلى جانب العمل على منح الطلبة المغاربة والإسبان ماستر مزدوج معترف به في البلدين، مع التركيز أكثر على مجالات الاشتغال في البحث العلمي، على اعتبار أن البلدين يواجهان العديد من التحديات المشتركة مثل التغيرات المناخية ومشكلة المياه والإكراهات المتعلقة بالبيئة. وتحدث بلاسكيز عن دعم التعاون على مستوى الدكتوراه الدولية من خلال فتح مواضيع بين الجامعتين، مبرزا سعي الجامعتين إلى وضع برنامج موحد، مبرزا سعيه للعمل مع رئاسة جامعة عبد المالك السعدي إلى إعطاء هذه الأخيرة وضعا تفضيليا ضمن برنامج "أرسموس بلوس" الأوروبي الخاص بالجامعات الإفريقيا وجامعات أمريكا اللاتينية، ما يجعلها شريكا مميزا، بحيث تسهل حركة التنقل بين الطلبة والأساتذة بين الجامعتين.