يبدو أن السلطات المحلية بمدينة المضيق قد تراجعت عن قرارها السابق الهادف إلى "تنظيم" الباعة الجائلين ونقلهم إلى الأسواق المتواجدة بالمدينة. فقد عاينت "بريس تطوان" عودة مظاهر احتلال الملك العمومي من طرف الباعة الجائلين الذين عادوا "لغزو" الشوارع والممرات العمومية ببعض أحياء المدينة. وعشية حلول شهر رمضان تحولت شوارع الجامعة العربية وبئر أنزران وعبد الكريم الخطابي ووسط المدينة، إلى "سوق" مفتوح لعرض مختلف البضائع من طرف الباعة الجائلين. ويعمد هؤلاء الباعة إلى افتراش الممرات وعرقلة السير والجولان إضافة إلى الإبقاء على سلعهم معروضة لأربع وعشرين ساعة مستغلين "التغاضي التام" الذي أصبحت تتعامل به السلطات المحلية بالمدينة في الأيام القليلة الماضية مع مظاهر احتلال الملك العمومي. وتخشى ساكنة هذه الأحياء من عودة ظاهرة قطع الممرات والشوارع المؤدية إلى منازلهم وانتشار الأزبال ومخلفات السلع علاوة على الكلام النابي والتطاحن بين الباعة على أحقية الأمكنة. وأفاد مصدر محلي "بريس تطوان" بمعلومات تفيد بكون بعض أعوان السلطة "يعمدون إلى تقسيم" الملك العمومي والتغاضي عن احتلاله مقابل أتاوى يفرضها هؤلاء على الباعة الجائلين. إضافة إلى "الاتفاق" معهم على الأوقات المناسبة لافتراش الملك العمومي لتجنب الدوريات التي تقوم بها أحيانا السلطات المحلية. وكان عامل عمالة المضيقالفنيدق قد قام الأسبوع الماضي بجولة تفقدية لبعض الأسواق العمومية بمدينة المضيق، والتي تعرف بدورها مظاهر عشوائية واختلالات كبيرة تعقد حل ظاهرة الباعة الجائلين.