شعور بالفراغ والملل والكآبة وغياب أجواء الفرح والإثارة تلك أحاسيس مختلطة اشتكى منها متابعي أطوار كأس العالم بقطر 2022، بعد انتهاء المسابقة الكروية العالمية التي خطفت الأنظار على المستوى الدولي، متسائلين عن حال حياتهم قبل المونديال. طيلة مدة المونديال العالمي انغمس الكثير من المغاربة في متابعة المباريات وتقصي أحوال المنتخب الوطني واللاعبين الذين بلغوا مراحل تاريخية لم يسبق أن حققها المغرب ببلوغ المربع الذهبي كأول منتخب افريقي وعربي، وأصبح الكل يعيد مشاهدة اللقطات والفيديوهات للاعبين والخروج للشوارع للاحتفال بعد كل فوز ، كل هذه الأجواء والمشاعر عاشها المغاربة مع أسود الأطلس، لكن مع انتهاء كل شيء عاد الكل إلى روتين حياته اليومية. فكيف يمكن الخروج من هذا الوضع النفسي بعد عيش فترة محددة من الفرح والمتعة مع الرياضة؟ وفي هذا الإطار، يرى الخبير في علم النفس الاجتماعي، محسن بنزاكور، أنه "يجب التمييز بين نوعين من الكآبة النوع الأول يعاني من الكآبة العابرة ناتجة عن الفراغ الذي يحس به الشخص العادي، نتيجة عدم توفرهم على عمل أو انشغال ما في الحياة، والنوع الثاني هم الأشخاص الذين يعانون سابقا من الكآبة". وأوضح بنزاكور، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن النوع الأول "هم أولئك الأشخاص الذين عاشوا لحظات كأس العالم بتفاصيلها وتابعوا جميع المباريات وكان وقتهم مليء بالفرجة والمتعة الكروية وعند انتهاء كل مباراة يتولد لديهم الاحساس بالفرحة"، مشيرا إلى أن "هذه المشاعر ظلت مستمرة طيلة شهر كامل من عمر المسابقة الرياضية". وتابع ذات الخبير النفسي، أن العامل الذي "ساعد أن هذه الأحاسيس الوجدانية والعاطفية تبقى مستمرة تتمثل في حضور الفريق الوطني المغربي وتحول من متابعة هذه البطولة من الفرجة والفرحة إلى الدفاع عن الهوية والانتماء والافتخار والعزة وبالتالي كل ذلك أعطى هيجان عاطفي والذي يصعب بعد انتهاء كأس العالم أن يعود هؤلاء الأشخاص إلى توازنهم النفسي" يفسر ذات المتحدث. والحل في نظر المختص النفسي، " أن ينشغل هؤلاء الأشخاص أوقات فراغهم بأنشطة معينة"، مشددا على أن "الفراغ يخلف الإحساس بالكآبة والحزن أو ما يصطلح عليه بالدارجة ب "الضيم"، وهذا الشعور لا يصل إلى درجة المرض". ونصح الخبير النفسي الذين يحسون بهذه الأحاسيس "بتجديد العلاقات العائلية ولقاء الأصدقاء والأحباب حتى تمر المرحلة الانتقالية بشكل سلس". وفسر المتحدث نفسه، أن النوع الثاني الذين "يعانون من مشاكل نفسية أو عقلية، يجدون صعوبة في العودة إلى التوازن النفسي"، وحث المتحدث ذاته، هؤلاء الأشخاص "بمراجعة الطبيب النفسي لتشخيص الحالة والوقوف عند الآثار النفسية وكيفية تدبير الجانب الوجداني"، مؤكدا أن "هاته الحالات تكون في حاجة ماسة إلى مساندة الأسرة والأصدقاء للتخفيف من وطأة ما يعانون منه".