تلقت ساكنة مدينة تطوان ومعها محبو وأصدقاء الشاعر محسن أخريف مساء أمس الأحد 21 أبريل 2019 نبأ وفاته بعد صعقة كهربائية فاجأته وهو ينشط إحدى فقرات البرنامج الثقافي لعيد الكتاب بتطوان في دورته الواحدة والعشرين وأردته قتيلا. وصعق أصدقاء أخريف، الذي يشغل مهام رئيس فرع اتحاد كتاب المغرب بتطوان ورئيس رابطة أدباء الشمال، بنبأ وفاته بهذه الطريقة المفجعة. وانتشر خبر وفاة الشاعر محسن أخريف على شبكات التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، بالنظر لشهرة الراحل وموقعه داخل الساحة الثقافية المغربية. وعبر أصدقاؤه ومعارفه عن عظيم تأثرهم بخبر وفاته عبر تدوينات حزينة تعبر عن هول الصدمة والحزن العميق بهذا الحادث المفجع. وتطرح هذه الوفاة أكثر من علامة استفهام حول شروط الصحة والسلامة المرافقة لتنظيم مجموعة من الأنشطة والتظاهرات الثقافية والفنية بالهواء الطلق بمدينة تطوان، والإجراءات الارتجالية التي ترافق التنظيم في مثل هذه المناسبات. وفي انتظار أن تكشف تفاصيل التحقيق في ملابسات هذا الحادث الأليم، يتساءل المتتبعون عن دور المصالح التقنية لجماعة تطوان في توفير الشروط المناسبة لتنظيم هذه التظاهرات إضافة إلى الظروف التي تصاحب منح الترخيص السلطات المحلية والإقليمية دون التأكد من مختلف الإجراءات الوقائية المصاحبة لمثل هذه التظاهرات، خصوصا وأن فضاء عيد الكتاب بمدينة تطوان يعرف إقبالا كبيرا من طرف تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية، ومن مختلف المهتمين بالكتاب.
كما يتساءل البعض عن المعايير المعتمدة في التعاقد مع بعض الشركات الخاصة المكلفة بالتنظيم وخاصة في الجانب المتعلق بالصوتيات والأجهزة الإلكترونية، وهل تتوفر هذه الشركات على الحد الأدنى من المواصفات التقنية التي تراعي الصحة والسلامة. من جهة أخرى تطرح علامة استفهام كبرى حول علاقة شركة أمانديس بالحادث، خصوصا إذا علمنا أن الشركة هي المسؤول المباشر عن تدبير مرفق الإنارة العمومية بكل تراب مدينة تطوان، وهل عمل المسؤولون بالشركة على مواكبة مختلف الإجراءات التقنية قبل وأثناء إقامة فضاء عيد الكتاب بالمدينة، خاصة أن الأحوال الجوية المضطربة والتساقطات المطرية التي عرفتها مدينة تطوان يوم الحادث كانت تقتضي اتخاذ كافة الاحتياطات الضرورية لتجنب وقوع أي حادث من هذا النوع. فهل سينجح التحقيق، المفتوح حاليا، في ملابسات الحادث في الإجابة عن هذه الأسئلة؟ أم أن الغموض سيبقى سيد الموقف؟