علم على الحومة الواقعة مباشرة داخل باب المقابر وبها الدار المخصصة لدباغة الجلود، وهي من الحرف القديمة في تطوان، وبهذه الدار أكثر من مئة وخمسين حوضا للدباغة وأربعة غرف: ثلاثة منها للتخزين وأخرى لتمشيط الجلود. وهذه الدار موجودة في تطوان من قديم الزمان. وكانت هذه الصناعة شديدة الازدهار لدرجة أن بعض أهل المدينة كانوا يسمونها "دار الذهب"، ثم قل شأنها في القرن الماضي وتراجعت أهميتها. وكان عمل الدباغين فوق ما فيه من مشقة يحتاج إلى الماء الكثير، ولما كانت شبكة الماء ممدودة إليها فإنها كانت تحتاج دائما إلى المراقبة، كما ورد في رسم نصه: "الحمد الله. تلقى شهيداه من العارفين بقواديس الماء الصحيح منها والمحتاج للتبديل، وهما المعلم أحمد هيدور والسيد محمد البطوري شهادتهما بوقوفهما على عين عمل الماء الجاري بدار الدباغ الكائنة قرب باب المقابر الداخل لدار الفقيه السيد محمد بن محمد اللبادي الكبيرة، فاختبراه من أوله إلى آخره، فألفياه كله مفتقرا للإصلاح لتلاشيه. قالا ذلك وتقلداه وبذلك قيدا شهادتهما مسؤولة منهما في مفتتح رجب الفرد الحرام عام اثنين وتسعين ومائتين وألف [1875م]". ودار الدباغة هذه باقية إلى الآن في محلها، والاسم دال على هذه القطعة من حومة البلد كلها الداخلة في باب المقابر. ولكن كانت في تطوان مواضع أخرى مخصصة لهذه الصناعة قديما منها واحدة بالجنوي وأخرى برأس الرخامة. والله أعلم. العنوان: معجم الأماكن التاريخية في تطوان للمؤلف: بلال الداهية منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...