أكد خبراء ومنظمات، خاصة في إسبانيا، أن ضغط الهجرة انخفض بشكل كبير، بفضل التعاون المغربي الإسباني. وبحسب صحيفة "إلباييس"، سجلت الهجرة غير الشرعية عبر مضيق جبل طارق تراجعا كبيرا، على عكس طريق قادس بجنوب إسبانيا التي عرفت بعض الارتفاع الطفيف، إذ وصل عبرها حوالي 6359 مهاجرا غير شرعي. وأشارت إلى أن أرقام الهجرة غير الشرعية، انخفضت، إذ تراجع عدد الذين وصلوا إلى إسبانيا بنسبة 12.9 في المائة، بين يناير وغشت الماضيين. وقال مفوض جمعية معنية بحقوق الإنسان، في تصريح للجريدة نفسها، إن حركية المهاجرين عبر جزر الكناري انخفضت كذلك، اللهم بعض التحركات الفردية في الغالب، عن طريق القوارب الصغيرة الحجم ودراجات "جيت سكي". وذلك ما أكدته أيضا منسقة الشؤون الإنسانية في مركز الشرطة الإسبانية للجريدة، إذ قالت إنه بالرغم من انخفاض عدد المهاجرين، إلا أنهم لم يتوقفوا عن الوصول، ولكن بشكل ضئيل. يشار إلى أن تقريرا أنجزته وزارة الداخلية الإسبانية، رصد الفترة الممتدة من فاتح يناير الماضي إلى غشت، كشف أن عدد الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول إلى الضفة المقابلة بلغ نحو 16378، أي أقل مقارنة مع الموسم الماضي. ووفق الإحصائيات نفسها فإن عدد القوارب التي وصلت إلى السواحل الإسبانية، انخفض بشكل كبير، منتقلا من أزيد من 1000 قارب سنة 2021، إلى 838 قارب سنة 2022، أي بانخفاض نسبته 23,8 في المائة. ووصل 5885 مهاجرا غير نظامي إلى جزر البليار والجزيرة الخضراء، مقابل 8246 العام الماضي، وهو ما يمثل -28,6 في المائة. غير أن عدد الأشخاص الذي وصلوا إلى جزر الكناري ارتفع بنسبة تقدر ب26 في المائة. وكان وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، أكد الخميس الماضي، خلال مؤتمر صحفي جمعه في إشبيلية مع نظيره البرتغالي جواو كرافينيو، أن الدينامية الآخذة في التطور مع المغرب، مكنت على الخصوص، من خفض تدفقات الهجرة نحو شبه الجزيرة، فضلا عن استئناف عملية "مرحبا"، لافتا إلى أن العلاقات القائمة مع المغرب تشكل نموذجا بالنسبة لباقي دول المنطقة. وأبرز ألباريس أنه "في الوقت الذي تتزايد فيه طرق الهجرة غير الشرعية المستعملة من طرف المافيات التي تتاجر بالبشر في أوروبا، فإن الطريق الوحيد الذي لا يزيد فحسب، بل يتراجع، هو تحديدا الطريق الذي يصل عبر مضيق جبل طارق إلى سواحل الأندلس".