كياخذ النسخا ف السلام عليكم: يأخذ النسخة في (السلام عليكم). يكنى بذلك عن أن الشخص فيه حب للنزاع والخصام، وذلك أنه كان من عادة أصحاب اللدد، وخصوصا من بعض وكلاء المحاكم، أنهم إذا جاء خصمهم بأية حجة، فإنهم يطلبون نسخة منها للقدح فيها وتزييفها وإبطالها بالحق وبالباطل. يقال على سبيل المبالغة، عن الشخص اللدود الذي تكون فيه مماحكة في الكلام وفي المعاملة، ومحاسبة على الشاذة والفاذة من الأمور، حتى إنه إذا قال له أحد الناس (السلام عليكم)، فإنه يطلب أن يأخذ من تلك الكلمة نسخة، ليبحث في الأسباب التي دعته لأن يقول له ذلك. وبعضهم يقول: كيرفد، بدل كياخذ، والمعنى واحد. كياكول بيدو وبرجلو: يأكل بيديه وبرجليه. يكنى بذلك عن كثرة الخيرات، ووفرة ما هو معروض من المأكولات، حتى إن الشخص يمكنه أن يتمتع ويتنعم بجميع ما يشاء من ذلك، وأنه لو استطاع أن يتناول الأكل بيديه ورجليه معا، لوجد أمامه ما يكفيه لذلك. وقد يقال في الشخص الأكول الشره الذي يفقد توازنه ويغيب عن حسه، حينما يرى أمامه من الطعام الشيء الكثير. كياكول العسل باليبرا: يأكل العسل بالإبرة. يكنى بذلك عن أن الشخص يتناول الشيء بكيفية هي أقرب إلى اللعب والمضايقة، منها إلى الجد والاستفادة، إما لبخله وشدة حرصه، وإما لغفلته وحمقه، وإما لشذوذه وثقله وكسله. كياكول ويوكل: يأكل ويجعل غيره يأكل. تقال في الشخص الذي يستفيد ويفيد، فهو يتناول من الطعام ما يشبعه، وبنشاطه وخفة روحه يجعل غيره يأكل بشهية ونشاط. وكثيرا ما يقال هذا في الشخص الذي يعمل بمقتضى قاعدة: الغاية تبرر الواسطة {أو الوسيلة}، أي إنه لا يتحرى في الأخذ والجمع بمختلف الوسائل المشروعة وغير المشروعة، فيأخذ من غيره بالحق وبالباطل، ويدفع لغيره بمثل ذلك. ولقد مر وقت كان هذا الصنف موجودا فيه بكثرة، فكان بعض الحكام يغتصبون من مختلف الطبقات، وخصوصا من الضعفاء والمساكين، كل ما تصل إليه أيديهم، ويدفعون لرؤسائهم – على سبيل الرشوة – ما يجعلهم يغضون الطرف عن ظلمهم وجورهم وسوء تصرفهم… ولا أدري هل قضي الآن على تلك العادة أو أن التاريخ يعيد نفسه. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...