سلط أعضاء الوفد المغربي المشارك في أشغال الدورة الثانية للمؤتمر الدولي " تينك أوربا " الذي تحتضنه مدينة صوريا ( شمال أوربا ) ويبحث موضوع " المدن الوسيطة .. مفتاح للتنمية " الضوء على تجربة المغرب في ميدان تنمية وتطوير المدن الوسيطة ومخططات التنمية في مجال التعمير . وأكدت سميرة العيادي مديرة الوكالة الحضرية لقلعة السراغنة الرحامنة في عرض قدمته أمام المشاركين في هذا المؤتمر الذي يحضره المغرب كضيف شرف أن المدن الوسيطة أضحت تلعب أدورا كمحركات حقيقية للتنمية باعتبارها تساهم في تكريس دينامية جد مهمة في مختلف القطاعات المرتبطة بحياة وعيش الساكنة . وقالت المسؤولة في عرضها الذي تمحور حول " المدينة الخضراء محمد السادس ببنجرير " إن هذه المدينةالجديدة استهدفت بالخصوص توفير إطار للعيش يتوفر على الجاذبية كما أنها تعد من الناحية البيئية والإيكولوجية مثالية باعتبارها ترتكز على نظم إيكولوجية جد متطورة مستعرضة التجربة المغربية في تنمية وتطوير التخطيط العمراني المتكامل على أساس أقطاب حضرية نشيطة ومبتكرة وتحترم البيئة . وأضافت أن " المدينة الخضراء محمد السادس ببنجرير " التي تم إحداثها على مساحة إجمالية تصل إلى 1000 هكتار لساكنة تقدر ب 100 ألف نسمة تعد المدينة الخضراء الأولى في إفريقيا لأنها أنشأت بهدف تجسيد نموذج حضري جديد يرتكز على احترام البيئة وتكريس التنمية المستدامة عبر التحكم في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في وسائل النقل وتدبير مسؤول للمياه واستعمال تقنيات تثمين النفايات مع استخدام الطاقات المتجددة والنظيفة . وأشارت إلى أن إنجاز هذا المشروع الواعد لم يكن له ليتحقق لولا انخراط جميع مكونات المجتمع من منتخبين وسلطات محلية وهيئات ومكونات المجتمع المدني وذلك في إطار مقاربة تشاركية تعطي الأولوية للبيئة المواطنة مؤكدة على المكانة المتميزة التي أضحت تحتلها المدن الوسيطة كمحرك للتنمية وإحدى الآليات الضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة . ومن جهتها أكدت بديعة الكراوي مديرة التواصل والتعاون والنظم المعلوماتية بوزارة إعداد التراب والتعمير والإسكان وسياسة المدينة أن المغرب يدرك جيدا ضرورة وأهمية دعم وتعزيز التعاون الدولي من أجل ضمان تنفيذ مقتضيات ميثاق المدن الوسيطة في العالم الذي توج عمل المنتدى العالمي الأول للمدن الوسيطة في العالم الذي نظمته شهر يوليوز الماضي بمدينة شفشاون المنظمة الدولية للمدن والحكومات المحلية المتحدة . وأضافت في عرض قدمته أما مائدة مستديرة عقدت في إطار هذه المؤتمر الدولي ( 15 / 18 يناير ) حول موضوع " التعاون الدولي في مجال تنمية وتطوير المدن الوسيطة " أن هذا الميثاق استهدف جعل المدن الوسيطة محركا لتحقيق النمو الاقتصادي وآلية لتكريس التنمية المستدامة والعدالة الترابية إلى جانب تحفيز المواطن على الانخراط في تحقيق أهداف التنمية المستدامة فضلا عن دعم وتعزيز ثقافة التعايش والتماسك الاجتماعي مشيرة إلى أن التحدي الأساسي الذي يتعين مواجهته يتمثل في اعتماد استراتيجية وطنية بإمكانها أن تساهم في تجسيد مضامين " ميثاق شفشاون " . وأشارت إلى أن المقاربة التي تم اعتمادها لوضع هذه الاستراتيجية ترتكز على إشراك جميع الفاعلين المعنيين على المستويات الوطنية والجهوية والمحلية في تحديد سياسة للمدن الوسيطة تأخذ بعين الاعتبار تحقيق وتجسيد كل أهداف التنمية المستدامة ( أجندة 2030 ) مع تنفيذ الإجراءات والسياسات الوطنية على المستوى الجهوي والمحلي . وتروم الدورة الثانية للمؤتمر الدولي ( تينك أوربا ) الذي تنظمه عمدية مدينة صوريا ويحضره أكثر من 50 ممثلا عن الحكومات المحلية والمنتخبين والخبراء والباحثين المتخصصين في قضايا التعمير والإسكان وإعداد التراب لأن تكون منصة للحوار المتعدد وتبادل الخبرات وتقاسم التجارب بين الفاعلين العموميين في المجال مع البحث عن أنجع التصورات والحلول الواقعية للإشكالات الحقيقية التي تواجهها المدن الوسيطة والتجمعات الحضرية ودراسة المقاربات الكفيلة بتجاوز الخصاص على مستوى الهياكل والبنيات التي تعاني منها مثل هذه المراكز . وتضمن برنامج هذه الدورة إلى جانب العروض والمداخلات التي قدمها خبراء في المجال تنظيم موائد مستديرة بحثت مختلف القضايا والمواضيع التي تهم إشكالات تنمية وتطوير المدن الوسيطة والمقاربات التي يجب اعتمادها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى المحلي والجهوي . وترأس الوفد المغربي الذي يشارك في هذا المؤتمر الذي تختتم أشغاله اليوم الجمعة السيد عبد الأحد الفاسي الفهري وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة .