فهرسة الفقيه الترغي : تندرج هذه الفهرسة ضمن الفهارس الجامعة التي يعرف فيها المؤلف بالشيوخ ومروياته وأسانيده، حتى يتسنى للراغبن فيها وصل أسانيدهم ها، والتعرف إلى شيوخ الرواية الذين استفاد منهم. ولم يحدد الفقيه الترغي في فهرسته الدوافع التي كانت وراء تأليفها، لكن يمكن حصرها في الدوافع العلمية التي تبرز رغبة المؤلف في خدمة العلم وحفظه، وتقديم شيء جديد إلى الساحة العلمية، متشبها بالعلماء الرواة مستضيئا بنورهم، مقتديا بآثارهم. إضافة إلى الاغتباط بما حصله من زاد علمي بعد أن أضناه طلبه، وضرب فيه بسهم وافر، ونهل من معين علمائه. والحرص على الوفاء لذكرى الشيوخ والاعتراف بالجميل لمشايخه ومشايخهم ولحميد سيرهم، وأخبارهم ووفياتهم وأقطارهم، وهكذا قد تكون هذه الفهرسة عملا تاريخيا تحفظ ذكر الأفاضل من الناس حتى تسير بذكرهم الركبان ويطبق ذكرهم الأفاق، وفي حفظ أسانيد الرواية، والطريقة في العمل، مع الرغبة الشخصية في التأليف حتى يستفيد منها القراء. 1- العناصر المكونة لفهرسة الفقيه الترغي: أ – المرويات: ويمكن تصنيف مرويات فهرسة الفقيه الترغي إلى مرويات تؤخذ رواية إما سماعا وقراءة أو مناولة أو إجازة وهو ما يسمح له من ينقل عن هؤلاء بثقة، ومرويات تؤخذ راية. – المرويات رواية: والمرويات التي يرويها الفقيه الترغي في هذه الفهرسة رواية هي: * (غنية المستفيد في مهم الأسانيد). * الكتب الحديثية السبعة الصحيحة والسنن الأربعة وموطأ الإمام مالك. * مؤلفات العلامة عبد الله بن الصديق ومروياته التي منها: الأدب المفرد، خلق أفعال العباد، القراءة خلف الإمام، التاريخ الكبير، التاريخ الصغير، المسند الكبير، الجامع الكبير، أوهام المحدثين، العلل، طبقات التابعين، كتاب المخضرمين، المراسيل، كتاب القدر، الناسخ والمنسوخ، كتاب مسند مالك، فضائل الأنصار، عمل اليوم والليلة، خصائص علي، كتاب الملائكة والطب. * مؤلفات العلامة عبد الله كنون ومروياته منها الاختصار وحاشية الموطأ لمحمد بن المدني كنون… * مؤلفات العلامة عبد العزيز بن الصديق ومروياته من بينها ثبته (فتح العزيز في أسانيد عبد العزيز) وأثبات أخرى ك(قطف الثمر في رفع أسانيد المصنفات والفنون والأثر)، و(الإمداد بمعرفة علو الإسناد)، و(إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر)، و(الأمم لإيقاظ الهمم)، و(بغية الطالبين لمشايخ المحققين المعتمدين)، و(الإسعاد بالإسناد)، و(نشر الغوالي من الأسانيد العوالي)، و(التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز)، و(هادي المريد على طيب الأسانيد). * مؤلفات ومرويات العلامة محمد ياسين الفاداني منها: كتابه (العجالة في الأحاديث المسلسلة)، (مسند الإمام أحمد)، (مسند الإمام الشافعي)، (جامع مسانيد أبي حنيفة)، (التقاسيم والأنواع) لابن حبان، (صحيح ابن خزيمة)، (المستدرك على الصحيحين) للحاكم… * مؤلفات ومرويات العلامة عبد الحي بن الصديق الذي أجازه في جميع مروياته في الحديث وغيره كما أجازه به شيوخه الموجودة أسانيدهم في ثبت أخيه العلامة أحمد بن الصديق، وبمؤلفات من بينها كتاب (المجتبى)، و(إقامة الحجج على أن الأئمة الأربعة لم يحيطوا بجميع السنة)… * مؤلفات ومرويات الفقيه المحدث محمد المنتصر الكتاني. وعمد صاحب الفهرسة إلى الحديث عن السند ليقرب مروياته إلى أصحابها، وليعطي مصداقية لنصوصها بالتعرف على مراحل تناقلها بين الرواة، وتعيين أسماء العاملين على ذلك. وتجد من بين الأسانيد التي يذكرها في فهرسته الكتب الحديثية الستة وموطأ الإمام مالك وحديث الرحمة. وتزداد قيمة هذه الفهرسة حينما تصبح مصنفاتها تمتلئ بحلقات الرجال اشتهروا بإقرائها، وتعاطيهم لمادتها العلمية، وإجادتهم لها. فرواية كتب الحديث السبعة يتداول حلقات سندها رجال عرفوا بالتحديث، واهتموا بدرسه. ويتميز سند هذه الكتب بأن حلقاتها يمثلها رجال اشتهروا بالاهتمام بعلم الحديث، فهم على بينة مما يسندونه من موادها، وزادت شهرتهم هاته، أنهم على علاقة بها، فهم مما تعاطوا إقراءه وتدريسه. ولذلك فالسند فيها يرتبط بأوثق الصلات، وهي الإقراء والإسماع من رجال عرفوا بالاختصاص العلمي، وما يتسمون به بين معاصريهم من ضبط في الرواية وعدالة في النقل. -المرويات دراية: وهي الكتب والعلوم التي أخدها عن الشيوخ مباشرة، ويغلب على هذه المواد علوم الآلة مثل البلاغة والنحو والعروض والصرف… وتكشف هذه المرويات العلوم المتنوعة التي أخدها الفقيه الترغي عن شيوخه، وتصف لنا الأجواء العلمية والثقافية التي كانت سائدة في منطقة الشمال في أواسط القرن العشرين، وتمكننا من حصر المصنفات المغربية والمشرقية التي كانت سائدة في الدرس العلمي آنذاك وطريقة تداولها ومدى إقبال الطلبة عليها. كما تحدد لنا ملامح حركة التعليم بالمغرب في تلك الفترة ونشاط الشيوخ ومناهجهم الدراسية وطرقهم التدريسية. ولم يذكر الفقيه الترغي في فهرسته جميع المصنفات التي أخذها عن شيوخه فاقتصر في بعض الأحيان على ذكر المواد التي أخدها دون المصنفات مثل قوله أثناء ترجمته للشيخ الرضي أخرباش "حضرت عليه دروسا كثيرة في مواد شتى من فقه ونحو وفرائض ومنطق واستعارة وسواها". إلا أننا نجد للمصنفات التي أخذها عن شيوخه ذكرا في الترجمة التي بناها لنفسه ونشرها الفاطمي السلمي في (إسعاف الإخوان) ويمكن أن نجملها في: * مصنفات السير والشمائل: شمائل الترمذي، كتاب الشفا للقاضي عياض. * كتب التفسير: تفسير النسفي. * كتب الحديث: صحيح البخاري بالقسطلاني، الأربعين حديثا نووية. * الفقه: الموضح والمرشد المعين بشرح ميارة ، وفرائض مختصر خليل بالخرشي والدردير والزرقاني، وحاشية أحمد بن الخياط، وتحفة ابن عاصم بشرح التاودي ابن سودة، الزقاقية بالشيخ التاودي، وجمع الجوامع بالمحلي. * النحو: الأجرومية بالأزهري، والألفية بالمكودي وحاشية ابن الحاج. * المنطق: السلم بالقويسني وبناني، نظم الأخضري. * البلاغة: الجوهر المكنون، استعارة الشيخ الطيب بن كيران، كتاب المفتاح بشرح السعد. * التوحيد: جوهرة اللقاني. * العروض: الكافي في العروض. * التاريخ: الوثائق الفرعونية، الجغرافية الحديثة لأحمد حافظ والتاريخ العام، كتاب الاستقصا للناصري. * الحساب: كتاب القلصادي. * التوقيت: المقنع في التوقيت . إن ما سماه الفقيه الترغي من مصنفات الحديث والفقه يرجع في معظمه إلى إنتاج المشرق العلمي، وفي هذا تأكيد لسيادة الثقافة المشرقية في المغرب، ففي مجال الحديث يغيب المصنف المغربي في حين تستأثر مؤلفات ابن حجر وتلامذته (السيوطي، القلقشندي…) بالظهور والذكر، وفي هذا إشارة لمدى تغلغل مدرسة ابن حجر الحديثية بالمغرب وانشغال المغاربة بها، و"معلوم أن مدرسة ابن حجر الحديثية بالمغرب يرجع إلى وصول مؤلفه (فتح الباري) إليه، وقد كان لعبد الرحمان سقين وهو ممن أخد كثيرا عن بقية تلاميذ ابن حجر أثر كبير في بعث الرواية الحديثية في المغرب عند أوائل القرن العاشر للهجرة". ويكثر المؤلف من ذكر الكثير من أسماء مصنفات الحديث، حيث يتكرر ذكرها أكثر من مرة وعند أكثر من شيخ كما يعين الطريقة التي يحملها بها. ومعظم هذه المصنفات تنصرف إلى أمهات كتب الحديث المشهورة وغيرها من المصنفات الرائجة في المغرب كالشفا للقاضي عياض. العنوان: فهارس علماء تطوان (تطوان من خلال كتب التراجم والطبقات) للمؤلف: عدنان الوهابي منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...