– الفهرسة لغة: "الفهرس، الكتاب الذي تجمع فيه الكتب، قال الأزهري: وليس بعربي محض ولكنه معرب". وجاء في القاموس المحيط: "الفهرس بالكسر: الكتاب الذي تجمع فيه الكتب، معرب فهرست، وقد فهرس كتابه". وفي تاج العروس لمرتضي الزبيدي: "الفهرس بالكسر أهمله الجوهري، وقال الليث: هو الكتاب الذي تجمع فيه الكتب، قال: وليس بعربي محض، ولكنه معرب، وقال غيره: هو معرب فهرست وقد اشتقوا منه الفعل فقالوا: فهرس كتابه فَهْرَسَةً، وجمع الفهرسة فهارس". وقد ورد في صيغة كتابتها ثلاث روايات: أ – الرواية الأولى: بتاء مبسوطة وبكسر الفاء والراء، وسكون الهاء والسين والتاء (فهرست) وهي الأقرب إلى الأصل كما رجح الأستاذ حجي في تقديمه لفهرسة المنجور( ). ب- الرواية الثانية: بتاء مربوطة وبفتح الفاء والراء والسين (فهرسة)، وهي الصيغة الأكثر استعمالا عند المغاربة مثلما نجده عند أحمد بن المنجور واعتبرها محمد حجي أبعد عن الأصل ( ). وقد خالفه في الرأي الأستاذ الدكتور عبد الله المرابط الترغي حيث اعتبرها غير بعيدة عن الأصل لأنها صيغة المصدر الذي اشتق من مادة فهرس يفهرس فهرسة، وقد ذكرها غير واحد من اللغويين ( ). ج- الرواية الثالثة: وقد وردت بصيغة حذف التاء وكسر الفاء والراء وهي أسلم الصيغ وأكثرها مسايرة لقالب التعريب وهو ما أورده ابن منظور في لسان العرب، والفيروز أبادي في القاموس وغيرهما من اللغويين ( ). وانتشر استعمالها عند المغاربة في صيغتين: ( ) * فِهْرِس: بكسر الأول وسكون الهاء وكسر الراء. * فِهْرِسَة: وهي الصيغة الأكثر استعمالا عند المغاربة من غيرها. إذ كثر ورودها عند العلماء المغاربة بهذا الشكل فقد ورد ذكرها بالتاء المربوطة عند القاضي عياض في غنيته وابن خير الاشبيلي في فهرسته. – الفهرسة اصطلاحا: عرفها أبو عبد الله الرهوني في كتابه (أوضح المسالك) ( ) والعلامة محمد بن القاسم القادري في فهرسته (إتحاف أهل الدراية) ( ) بقولهما: " الكتاب الذي يجمع فيه الشيخ شيوخه وأسانيده وما يتعلق بذلك". وقال محمد حجي معرفا إياها: "الفهرس أو الفهرست أو الفهرسة عبارة عن كتاب يذكر فيه المؤلف شيوخه وما قرأ عليهم من كتب، وأسانيدهم في تلك الكتب مروية عن شيوخهم بالتسلسل إلى مؤلفي تلك الكتب أو واضعي العلوم وأئمة المذاهب" ( ). وبين العلامة الدكتور عبد الله المرابط الترغي خصائها: "صنف تأليفي بذكريات الدراسة عند شيخ من الشيوخ وما حصله من علوم، وما استفاده من شرعية تحمل هذا العلم في مؤلفاته ورسائله وأنظامه وفوائده، وفي الطرق الصوفية وما يرتبط بها من أوراد ووظائف ومناقب وغيرها، مع التعريف بالشيوخ الذين أخد عنهم شيئا من هذا العلوم، والترجمة لهم وذكر أحوالهم وأنظامهم ومؤلفاتهم وعرض نصوص الإجازات التي صدرت لهم أو منهمط. وعرفها محقق (المنح البادية) بقوله: "كتاب يسجل فيه العالم شيوخه الذين روى عنهم بطريق من بتلك الأسانيد إلى المؤلف الأصلي للكتاب" ( ). ويرادف الفهرسة في المعنى عدة مصطلحات مثل: المشيخة، والثبت، والمعجم، والبرنامج، والإجازة، والكناشة، والاستدعاء… وأكبر فهرسة عرفت للمغاربة هي (إتحاف أهل الهداية والتوفيق والسداد، بما يهمهم من فضل العلم وآدابه والتلقين وطرق الإسناد) للشيخ محمد البصري الكتاني وهي في نحو أربعين كراسة ( ). ومن الفهارس المغربية الكبيرة أيضا فهرسة (النعيم المقيم في ذكرى مدارس العلم، ومجالس التعليم) لشيخ العلوم العلامة محمد المرير وهي في تسعة أجزاء كبيرة ( ). لكن هناك فهارس مغربية جاءت في بضع صفحات مثل أسانيد الشيخ عبد الله بن الصديق المسماة (ارتشاف الرحيق) التي قال عنها العلامة عبد العزيز بن الصديق: "وقد جمعت بعض أسانيده وترجمته في وريقات لا تليق في مكانته وعلو همته" ( ). العنوان: فهارس علماء تطوان (تطوان من خلال كتب التراجم والطبقات) للمؤلف: عدنان الوهابي منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع…