كشف طرد السلطات الموريتانية لمسؤول مكتب وكالة الأنباء المغربية الرسمية بنواكشوط أخيرا، عن أزمة سياسية حادة في العلاقات بين الرباطونواكشوط، بعد فتور ساد خلال الشهور الماضية أعاده البعض لتحسن في العلاقات الموريتانية الجزائرية، مقابل ظهور تكتل مغاربي يضم ليبيا ما بعد القذافي وتونس ما بعد بن علي والمغرب بعد الإصلاحات الدستورية والانتخابات التي فاز بها حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الإسلامية. حيث ذكرت تقارير صحافية ان العلاقات المغربية الموريتانية دخلت في نفق مظلم، بعدما عمدت السلطات الموريتانية الى طرد مسؤول مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بنواكشوط عبد الحفيظ البقالي، مطالبة اياه بمغادرة التراب الموريتاني في أقل من 24 ساعة. وهذه أول مرة يتم فيها سحب وطرد مراسل وكالة أنباء المغرب العربي للأنباء من موريتانيا. و عند رد فعلها اعتبرت وكالة الأنباء الرسمية المغربية "لاماب" قرار موريتانيا طرد مدير مكتبها في نواكشوط، بالمؤسف وغير المبرر على مستوى أخلاقيات المهنة، و"لا يعكس جودة علاقات الأخوة والتعاون بين وكالتي أنباء البلدين". وذكرت وكالة الأنباء المغربية في قصاصة لها تعقيبا على طرد مدير مكتبها بنواكشوط إن السلطات الموريتانية لم تبرر قرارها، مبدية أسفها للقرار. الأسباب والدوافع: نسبت مصادر إعلامية أن السبب الذي تم بموجبه طرد مدير مكتب وكالة أنباء المغرب العربي من موريتنايا أخيرا تعود إلى برقية خاصة تتحدث عن مبالغ مالية كبيرة تم إدخالها للمغرب تحت غطاء رسمي عن طريق احد أبناء عمومة الرئيس الموريتاني. وحسب المصدر فقد تضمنت البرقية الخاصة التي تم توزيعها بشكل محدود جدا على رسميين مغاربة أن المبالغ التي تم إدخالها للمغرب غير مسبوقة بهذا الحجم. كما تعرضت البرقية إلى أن هذه المبالغ استخدمت لشراء عقارات وعمارات في المغرب. ويقول المصدر إن البرقية التي اطلع عليها ولد عبد العزيز كانت سببا في طرد البقالي الذي ليس مقصودا لذاته بالموقف الموريتاني، وإنما هو احتجاج يتعلق بالوكالة نفسها، ولذلك فإن وزارة الإعلام الموريتانية أبلغت وكالة المغرب العربي للأنباء رفضها لاعتماد أي مراسل لها في نواكشوط. السياق السياسي والدبلوماسي : رغم أن خلفيات وأسباب القرار لم تعلن حتى الآن فإنه يأتي في سياق توتر متزايد في العلاقات الدبلوماسية بين موريتانيا والمغرب، وبالمقابل يلاحظ تحسن واضح على مستوى العلاقات بين الجزائروموريتانيا. ولقد ازداد التوتر على مستوى محور نواكشوطالرباط بعد التحرك الذي قامت به السلطات المغربية وأدى لحرمان موريتانيا من الوصول إلى العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، وهو حلم كاد يتحقق بعد تزكية الملف الموريتاني من طرف الاتحاد الأفريقي خاصة مع ظفر المغرب بمقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي الذي سيدخل حيز التنفيذ مع بداية يناير 2012. وقد تعمقت الفجوة بين الطرفين بعد الزيارة الرسمية التي أداها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى الجزائر بدعوة رسمية من نظيره الجزائري، حيث استمرت الزيارة أربعة أيام وتم فيها التوقيع على العديد من اتفاقات التعاون الثنائية، من بينها الاتفاق على إنجاز طريق بري يربط بين البلدين. التنديدات: لقد ندّدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بإقدام السلطات الموريتانية، على مطالبة ، مسؤول وكالة المغرب العربي، بمغادرة البلاد في ظرف 24 ساعة.. موردة بأن نواكشوط "تؤكد خرق كل المواثيق الدولية التي تضمن للصحافيين حرية التحرك والعمل ". كما استغربت نقابة الصحفيين الموريتانيين من هذا القرار،معبرة عن إيمانها " بالرسالة المبدئية لنقابة الصحفيين الموريتانيين في رفض كل تقييد لعمل الصحفيين والتضييق عليهم". وختاما، ينبغي على الدبلوماسية المغربية والموريتانية العمل سويا لتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين دبلوماسيا واقتصاديا وعلميا وثقافيا في إطار التعاون المشترك المبني على حسن الجوار والعلاقات التاريخية بين البلدين، وصولا إلى إحياء اتحاد المغرب العربي من جديد وتحقيق التقدم والرفاهية للأمة المغاربية.