طرد رئيس مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء من نواكشوط يثير استغرابا وعلامات استفهام بالمغرب وموريتانيا في قرار مفاجئ وملابسات يلفها الغموض، أقدمت السلطات الموريتانية أول أمس الخميس على دعوة رئيس مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بنواكشوط, الزميل عبد الحفيظ البقالي, إلى مغادرة التراب الموريتاني خلال 24 ساعة. وقالت وكالة المغرب العربي للأنباء في قصاصة لها أن السلطات الموريتانية لم تصدر أي تبرير رسمي لهذا القرار الذى اعتبرته «غير مبرر على مستوى أخلاقيات المهنة في ما يخص حرية ممارسة مهنة الصحافة ومتطلباتها المهنية» فضلا عن أنه «لا يعكس جودة علاقات الأخوة والتعاون بين وكالتي أنباء البلدين». وقد نددت النقابة الوطنية للصحافة المغربية, أول أمس الخميس, بما وصفته «طرد» رئيس مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بنواكشوط, من موريطانيا, معتبرة ذلك «ممارسة مرفوضة لا يمكن السكوت عنها». وقالت النقابة, في بيان لها, إنها علمت بأن الصحافي البقالي, «تم طرده من هذا البلد, من طرف السلطات, ضدا على الحقوق التي تحمي حرية العمل الصحافي». وأضافت أن السلطات الموريتانية منحت الصحافي البقالي مهلة 24 ساعة لمغادرة ترابها, علما أنه يعمل في هذا البلد المغاربي, كمعتمد, طبقا للقوانين المنظمة للعمل الصحافي في موريتانيا. واعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية هذا السلوك المنافي لحرية العمل الصحافي «ممارسة مرفوضة, لا يمكن السكوت عنها, خاصة وأن السلطات الموريتانية, لم تقدم أي مبرر قانوني للإجراء الذي أقدمت عليه, بل ولم تمنح للصحافي حتى فرصة ترتيب أموره المهنية والعائلية». وقالت إن «السلطات الموريتانية تؤكد بهذا السلوك, أنها تخرق كل المواثيق الدولية, التي تضمن للصحافيين حرية التحرك والعمل, من أجل إخبار الرأي العام بالمعطيات والأخبار, وتضرب في الصميم علاقات التضامن والصداقة بين البلدين». وأكدت النقابة أنها ستعمل على تنظيم حملة تضامن مع الصحافي المطرود من التراب الموريتاني, داعية سلطات هذا البلد إلى «التراجع عن قرارها الجائر, الذي يناقض مبادئ حقوق الإنسان وحرية الإعلام والحماية والكرامة التي ينبغي توفيرها للصحافيين». من جهتها استغربت نقابة الصحفيين الموريتانيين لنبأ الطرد معربة عن إيمانها «بالرسالة المبدئية لنقابة الصحفيين الموريتانيين في رفض كل تقييد لعمل الصحفيين والتضييق عليهم». وأهابت النقابة الموريتانية في بيان أصدره مكتبها التنفيذي, مساء الخميس, «بالسلطات الأمنية الكشف عن ملابسات طرد الزميل البقالي», مؤكدة «وقوفها ضد أي تضييق على العمل الإعلامي وعلى حرية الإعلاميين». كما جددت النقابة في بيانها, «دعوتها للسلطات لتيسير عمل الصحفيين, وللصحفيين بالتقيد بالمهنية وأخلاقيات العمل الصحفي». للتذكير فوكالة المغرب العربي للأنباء ظلت من بين أهم الوكالات الإعلامية الأجنبية بموريطانيا، كما تحظى بعلاقات متميزة سواء مع وسائل الإعلام أو مع السلطات العمومية بهذا البلد. وبالتالي فقرار طرد رئيس مكتبها من موريطانيا، وبهذا الشكل، من شأنه أن يثير الكثير من علامات الاستفهام بخصوص ما يقع داخل هذا البلد من تطورات، وهي ذات علامات الاستفهام التي يرسمها هذا القرار بخصوص العلاقات المتميزة بين موريطانيا والمغرب.