عكس مدينة شفشاون التي يأتيها رزقها رغدا كل نهاية أسبوع، بالعملة الصعبة، من الدولارات الأمريكية والأورو، والجنيه الإسترليني؛ بفضل تدفق السياح الأجانب عليها بانتظام، فإن مدينة تطوان، تعيش حاليا أزمة سيولة خانقة على جميع المستويات والقطاعات. بداية نجد المؤسسات العمومية بتطوان أصبحت خزينتها فارغة على عروشها، بسبب مشاريع العقار العملاقة التي دخلت فيها، والتي شفطت آخر درهم من ميزانيات الجماعات الترابية، في شكل نفقات الإنارة العمومية، والكورنيشات والبستنة، وهي مصاريف تذهب هباء منثورا، ولا تجلب الإستثمار.
المقاولات المحلية الصغيرة بتطوان بدورها تعرف أزمة سيولة خانقة، لأن معظمها يرتبط نشاطها، بتقديم خدمات أو توريد سلع لشركات كبيرة مرتبطة بالعقار، مثل شركة "ريتز كارلتون"، وتأخر أو الإمتناع عن الأداء، فضلا عن المساطر القضائية الأفعوانية، يجعل مالية هذه المقاولات الصغيرة على كف عفريت.
أصحاب المال بتطوان أو ما يعرف بالأعيان، بدورهم يعيشون أزمة سيولة، والسبب أنهم قاموا باستثمار أموالهم في الجدران والآجور الأحمر، في غياب حركة بيع وشراء قوية، الأمر الذي جعلهم مالكين للعديد، من الأصول السامة toxic بلغة خبراء الأبناك. يذكر أن غياب البديل الفلاحي، والسياحي، والتكنولوجي، باعتبارهم أهم ركائز خلق الثروات المحلية واستدامتها، فإن مدينة تطوان ونواحيها ستبقى تعرف أزمات مالية كبيرة ومتفاقمة.