حزب الحمامة ينتصر في حملاته الإنتخابية بالمضيق الفنيدف مع بداية العد العكسي لإنتهاء الحملة الإنتخابية الجزئية بدائرة المضيقالفنيدق يبدو أن الصراع على المقعد بدأت تتضح معالمه في ظل بروز معطيات ميدانية وتحالفات منها ما هو معلن وبعضها خفي.
فكل المؤشرات بدأت تصب في معترك وعش الحمامة بعمالة المضيقالفنيدق، وذلك بعدما استطاع أحمد المرابط السوسي رئيس جماعة المضيق والبرلماني السابق عن ذات الدائرة تجميع الأحزاب غير المشاركة في الإنتخابات الجزئية، بل إستطاع حتى إختراق بعض القلاع المضادة له، حيث إستمال جزء من حزب البام في جماعة المضيق الذي يتموقع ضمن خانة المعارضة بالجماعة التي يسيرها.
وبذلك استطاع المرابط السوسي حشد واستمالة الجناح القوي داخل البام بإقليم المضيقالفنيدق، حيث عقد جلسة يوم السبت الماضي 15 شتنبر الجاري بمدينة مرتيل مع قيادات محلية وإقليمية، إستطاع من خلالها كسب تعاطفهم وتحفيزهم من أجل النزول في الرمق الأخير من الحملة في صفه، لمواجهة منافسه مرشح العدالة والتنمية بذات الدائرة، والذي قد يشكل تهديدا كبيرا له، وهو ما لا يرتضيه حزب بنشماس وطنيا وجهويا وإقليميا، حيث إستغل المرابط السوسي هذا المعطى لتحفيز الباميين سواء بمرتيل أو الفنيدق أو المضيق لأجل قطع الطريق على حزب العثماني للظفر بالمقعد الثاني بالعمالة، والذي إذا ما تحقق للناو سيشكل صفعة سياسية لجميع الفرقاء السياسيين بالعمالة، وهو الشيء الذي جعل الباميين بالعمالة يديرون وجهتهم نحو الحمامة، على إعتبارها الوحيدة التي بإمكانها إطفاء القنديل الإنتخابي.
ولم يركن السوسي في تحالفاته إلى استمالة الباميين بالدائرة بل تعداه إلى فتح ال"كتاب" بعمالة المضيقالفنيدق، من خلال إحداث الشرخ بحزب علي يعتة، حيث أحدث شرخا داخله وإستطاع إستمالة جناح قوي داخل الجماعة التي يسيرها، الذي عبر علانية عن دعمه له ولحملته الإنتخابية.
كل هذه التحالفات والمعطيات بدأت تقوي حظوظه الإنتخابية، على إعتبار أن السوسي إستغل شبح وخطر المد "القنديلي" بالعمالة، وجعله يصب في مصلحته ومصلحة تحالفاته الإنتخابية، فلا أصدقاء بنشماس يرتضون أن تصبح العمالة قلعة للعدالة والتنمية، ولا حتى رفاق بنعبد الله سينظرون بعين الرضى لهذا الإكتساح الإنتخابي لمرشح العثماني لأحد القلاع البيبساوية بالمغرب، وهو ما جعلهم يمعنون في خريطة المرشحين الأكثر حظا لإيقاف هذا الشبح، وشرعوا في تحريك آلاتهم الإنتخابية لمواجهته.
بالمقابل فإن أصدقاء العثماني، الذين نزلت قياداتهم الوطنية الجهوية بثقلها لأجل تدعيم حظوظ الناو في هذه الجزئيات، فيراهنون على كتلتهم الناخبة بالعمالة، بالإضافة إلى رهانهم القوي على مرشح حزب السنبلة الذي سيشكل شوكة في عنق الحمامة، من خلال منافسته داخل مدينة المضيق، وإستغلال الصراع السياسي والإنتخابي بين أحمد المرابط السوسي وعبد الواحد الشاعر، وجعله يصب في مصلحة القنديل في نهاية المطاف.
وعموما فإن التنافس الإنتخابي على المقعد الثاني بالعمالة لن يخرج عن دائرة ممثل الحمامة والقنديل بدرجة كبرى ومرشح السنبلة في الدرجة الثانية، والذي قد يكون ورقة ال"جوكر الإنتخابي" حيث أن قوته أو ضعفه سيتم إستغلالها من هذا المرشح أو ذاك.