يستعد إقليمالمضيقالفنيدق لخوض غمار انتخابات جزئية “ساخنة” هي الثانية بعد إسقاط مقعد برلماني مرتين من طرف المحكمة الدستورية، وذلك يوم 20 شتنبر الجاري، حيث وضع مرشحان اثنان ترشيحهما بشكل رسمي للتنافس على المقعد الثاني للإقليم بالبرلمان، فيما تستعد أحزاب أخرى لاختيار مرشحيها في هذه الانتخابات. وكانت المحكمة الدستورية قد أسقطت للمرة الأولى، انتخاب البرلماني عن حزب التقدم والاشتراكية علي أمنيول بدائرة المضيقالفنيدق برسم انتخابات 7 أكتوبر 2016، وذلك بعد أسابيع من عزله من رئاسة بلدية مرتيل من طرف وزارة الداخلية، قبل أن يفوز التجمعي المرابط السوسي بالانتخابات الجزئية التي أجريت في 21 دجنبر 2017، غير أن عضوية السوسي في البرلمان لم تدم طويلا، لتقرر المحكمة إسقاطه وإعادة إجراء الانتخابات الجزئية من جديد. انطلاق “السباق” وأعلن المحامي إسحاق سارية، أمس الإثنين، تقدمه لخوض انتخابات المضيق عن الحزب المغربي الحر الذي يقوده النقيب محمد زيان “الحزب الليبرالي المغربي سابقا”، كأول واضع لملف ترشيحه لدى العمالة، قبل أن ينضاف إليه رئيس جماعة المضيق أحمد المرابط السوسي واضعا ترشيحه باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، من أجل استعادة مقعده “المفقود” بطعن من البام. وعلمت جريدة “العمق” أن حزب العدالة والتنمية يستعد لتقديم مرشحه في الانتخابات الجزئية لدائرة المضيقالفنيدق، بعدما اقترحت الكتابة الجهوية للحزب 3 أسماء في انتظار تزكية الأمانة العامة لأحدهم، فيما رجح مصدر من الحزب أن يكون مرشح المصباح هو عبد الرحيم الناو، عضو المجلس الإقليمي لمجلس عمالة المضيقالفنيدق، والذي ترشح باسم البيجيدي خلال الانتخابات الجزئية الأولى في دجنبر من العام الماضي. اقرأ أيضا: "الدستورية" تسقط مقعدا للأحرار بالمضيق وتعيد الانتخابات للمرة الثانية وبخصوص باقي الأحزاب، فقد علمت “العمق” أن حزب الحركة الشعبية يتجه لترشيح عبد الواحد الشاعر، عضو المكتب السياسي للحزب، فيما يتوقع أن يقدم حزب الأصالة والمعاصرة مرشحه في الانتخابات الجزئية السابقة أحمد التهامي، بينما لم يتضح بعد إن كانت ستخوض باقي الأحزاب غمار انتخابات 20 شتنبر الجاري أم لا، علما أن أحزاب الإتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة وفيدرالية اليسار شاركوا إلى جانب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار في انتخابات 21 دجنبر 2017 الجزئية. وكانت المحكمة الدستورية قد قضت بإلغاء المقعد البرلماني لأحمد المرابط السوسي عن حزب التجمع الوطني الأحرار، الذي تم انتخابه عن دائرة المضيقالفنيدق في الانتخابات الجزئية يوم 21 دجنبر الماضي، وذلك بعد طعن تقدم به مرشح حزب الأصالة والمعاصرة أحمد التهامي. وبررت المحكمة قرارها بكون البرلماني المطعون في انتخابه، نشر على صفحته بأحد مواقع التواصل الاجتماعي، صورة وهو يسلم على الملك إلى جانب مواد مخصصة لحملته الانتخابية، وتحيين واجهة الصفحة المذكورة، يوم الاقتراع، من خلال وضع الصورة المشار إليها، معتبرة أن ما قام به البرلماني التجمعي يعد استعمالا لرموز وطنية، يستهدف التأثير على إرادة الناخبين، مما يشكل مخالفة لما قررته المادتين 36 (الفقرة الأخيرة) و118. من يحسم الثالثة ؟ المرشح إسحاق شارية، أوضح لجريدة “العمق” أن دوافع ترشحه في هذه الانتخابات، ترجع إلى طموحه في “الانتقال من الحراك الشعبي إلى الحراك الديموقراطي” حسب تعبيره، مردفا بالقول: “بعد مراحل وقوف الحزب ومحاميه مع الحراك والمعتقلين، آن الآوان لينتقل الشارع إلى الحراك الديموقراطي ويحقق ثورة الصناديق المنشودة، ضدا في آلة المال وضغط ذوي النفوذ”. وحول حظوظه في الظفر بالمقعد البرلماني الثاني لدائرة المضيقالفنيدق، اعتبر شارية أن “الأمل في الانتصار قائم خصوصا إذا تركت إرادة المواطنين حرة ومستقلة”، مشيرا إلى أنه تعرف على منافس واحد له هو البرلماني السابق عن الدائرة ذاتها التجمعي أحمد السوسي، لافتا إلى أنه يتوقع ظهور منافسين آخرين بالنظر إلى أن وقت وضع الطلبات لازال مفتوحا إلى غاية يوم الخميس. غير أن طموح شارية سيصطدم بقوة منافسه من الأحرار الذي حصل على أزيد من 4000 آلاف صوت في الانتخابات الجزئية السابقة وتمكن من الظفر بالمقعد الانتخابي حينها، وهو ما يجعله مرشحا بقوة للعودة إلى البرلمان خاصة وأنه يشغل مسؤولية رئيس جماعة المضيق، بينما ينتظر أن يقدم حزب الأصالة والمعاصرة مرشحه خلال الأيام الجارية، وهو الذي تمكن من إسقاط السنوسي بعد الطعن في نتيجة فوزه. في حين يعول إخوان العثماني على زملائهم في تطوان من أجل دعم مرشحهم في ظل حملة انتخابية “شرسة” متوقعة من طرف باقي المرشحين، حيث شرع أعضاء البيجيدي في كل من تطوانوالمضيقوالفنيدقومرتيل في التعبئة لهذه الانتخابات حتى قبل حسم اسم مرشحهم، وذلك من خلال عقد لقاءات مكثفة قصد التنافس على المقعد الثاني للدائرة لإضافته إلى المقعد الأول الذي ظفر به الحزب خلال انتخابات 7 أكتوبر 2016 في شخص رئيس جماعة الفنيدق محمد قروق. الانتخابات الجزئية الأخيرة بدائرة المضيق، كانت قد عرفت فوز حزب الحمامة بالمقعد المتنافس عليه بعد حصول مرشحه أحمد المرابط السوسي على 4669 صوتا، مقابل 3630 صوتا لمرشح حزب الأصالة والمعاصرة أحمد التهامي، و3318 صوتا لمرشح حزب العدالة والتنمية عبد الرحيم الناو، فيما حصل مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي عبد الكريم المرابط على 1228 صوتا، بينما نال مرشح فيدرالية اليسار سعيد خصال 164 صوتا.