دعت المديرية العامة للأمن الإسباني رئاسة الحكومة الإيبيرية إلى اعتماد إستراتيجية أمنية مستعجلة لاحتواء الوضع الحذر، من خلال إيلاء موضوع الهجرة من الضفة الجنوبية أهمية كبرى في السنوات المقبلة. ووفق صحيفة "أوكي دياريو"، بناءً على وثيقة رسمية صاغها الجنرال ميغيل أنخيل باليستيروس، فقد أخطرت المديرية العامة للأمن الإسباني الحكومة المركزية قبل شهرين بضرورة حماية السياجات الحدودية بسبتة ومليلية، بالنظر إلى الموقع الإستراتيجي للثغرين. وطالب الجنرال بإيلاء المدينتين المحتلتين عناية خاصة من طرف الإدارة العامة للدولة، من أجل ضمان سلامة المواطنين، مؤكداً أنهما تحظيان بخصوصية في القارتين الإفريقية والأوروبية، وذلك بعدما نبّه المسؤول رئيس الوزراء إلى الزيادة المتوقعة في تدفقات الهجرة نحو أوروبا في الأشهر المقبلة. وشددت الوثيقة على صياغة إستراتيجية جديدة للأمن القومي بسبتة ومليلية، حتى يتم التجاوب مع التحديات التي تطرحها الهجرة غير الشرعية بالمنطقة، عن طريق إنشاء نظام معلوماتي شامل على مستوى الإدارة العامة للدولة، ما يسمح بالاطلاع المستمرّ على تدفقات الهجرة في الوقت المناسب. ولفتت المديرية العامة للأمن القومي الإيبيري أيضاً إلى أولوية زيادة الموارد البشرية المتخصصة لإدارة العمليات الجديدة بالثغرين، معتبرة أن تجديد الآليات التقنية واللوجستية بات مسألة أساسية لتحسين جهود الدولة في ما يخص الحد من موجات المهاجرين غير الشرعيين بالمنطقة الجنوبية. وسلطت الإستراتيجية الضوء على ضرورة تحقيق المزيد من الاتساق في إدارة الهجرة غير النظامية، حسب المنشور الإعلامي، الذي أورد أن الوثيقة اقترحت على الحكومة زيادة التعاون مع بلدان المنشأ والعبور، خاصة بلدان المغرب الكبير والساحل والغرب الإفريقي. وترى الوثيقة المذكورة أن إسبانيا ستُواجه تحديات متواصلة لإدارة الأعداد الكبيرة من المهاجرين غير النظاميين بسبتة ومليلية، اعتباراً لحالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها العديد من بلدان الجوار، ما يستدعي الاتفاق على سياسة هجرة مشتركة لتفادي التبعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية للظاهرة، بتعبيرها.