"بعزيمة الرجال تحقق المراد" هكذا عنونت جماهير المغرب أتلتيك تطوان تدوينات فايسبوكية بعد تألق الفريق بمعقله على حساب فريق شباب أطلس خنيفرة يوم أمس الأحد في مقابلة قمة الجولة 17 من البطولة الاحترافية، بعد مباريات عجاف جاء المدد أخيرا، فريق الماط تمكن من قلب الطاولة على ضيفه شباب أطلس خنيفرة بريمونتادا حققت المطلوب بعد أن كان الأتلتيك متعثرا بثلاثة أهداف لاثنين، وانتهت النتيجة بفوز أصحاب الأرض والجمهور بأربعة لثلاثة. جماهير المغرب التطواني خلقت الحدث بشوارع المدينة وفوق المدرجات وداخل مواقع التواصل الإجتماعي، الكل يتحدث عن النمل الأحمر، وإن كان موعد اللقاء فوق أرضية الملعب يوم أمس الأحد، لكن الاستعداد للمباراة بين الجماهير كان منذ أكثر من أسبوع، حيث اتفقت الجماهير على غزو الملعب انطلاقا من شوارع المدينة، لتنطلق نحو معقل الفريق "ملعب لاهبيكا" منذ الساعات الأولى من يوم أمس.
جمهور المغرب التطواني صاحب أكبر تنقل جماهيري في التاريخ، وضع قضية فريق الماط من الأولويات ومحط اهتمام مختلف الشرائح العمرية بالمدينة، حيث ركزت الجماهير على دعم الفريق حتى نهاية الموسم للانعتاق من المنطقة المكهربة والهروب من السقوط في قسم الظلمات..
كما أن ملعب لاهبيكا امتلأ عن بكرة أبيه بأزيد من عشرة آلاف مناصر للأتلتيك الذين حجوا بكثافة من مختلف الأقاليم كمرتيل المضيقالفنيدق وادلو الجبهة وغيرها، لمناصرة الروخي بلانكو، حيث قدموا درسا مدهشا في التشجيع والروح الرياضية، مؤكدين أنها ليست بجمهور النتائج بل جمهور الفريق.
وخلال التسعين دقيقة اهتز ملعب سانية الرمل بتشجيعات متواصلة، فرغم تغيير نتيجة المبارة بتعادل الفريق مبدئيا، فقد ظلت الجماهير وفية وزادت من تشجيعاتها التي ملأت فضاء الملعب والمحيط المجاور، مما جعل اللاعبين يقدمون كل ما بجعبتهم لتحقيق الفوز وتقديم المبتغى للجماهير التي أبانت عن قوتها بين الجماهير المغربية، حيث لم تعرف البطولة المغربية أبدا تشجيعات من هذا القبيل ، رغم تواجد الفريق في مؤخرة ترتيب فرق البطولة.
نهاية المباراة كبدايتها، خرجت الجماهير الحضارية تهتف خارج الملعب وتتغنى بفريقها بالآلاف، وما يحسب للجماهير هو عدم تسجيل أية مخالفة في حقها من أعمال شغب أو تكسير لسيارات المواطنين وما إلى غير ذلك، إذ رغم خسارة الفريق في مباريات سابقة ترى الجماهير تخرج منصرفة بهدوء، دون وقوع أي مناوشات أو أعمال تخريبية كما هو الحال في باقي المدن، لاسيما بعض المناوشات التي تحدث هنا وهناك من طرف بعض المحسوبين على جماهير الضيوف.
جماهير الروخي بلانكو التي تغنى بها العالم في محطات سابقة، أكدت أنها الرقم واحد في مؤازرة وتشجيع الفريق مهما كانت النتائج ورغم كل الظروف، لا يختلف اثنين على كون الجمهور التطواني يعشق الكرة وليس النتائج ويطمح في تشجيع الفريق من القلب وليس فقط عن طريق عبارات فايسبوكية، وناشدت الجماهير عشاق الأبيض والأحمر للتنقل الأسبوع القادم لمدينة الرباط لمؤازرة الفريق الذي سيحل ضيفا على فريق الفتح الرباطي.