وداعا الشريف محمد الملاحي وداعا صديقي العزيز ليس هُناك أشد قسوةً وألماً على الشخص أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ صديقٍ كان أقربُ مِن أخٍ له، خاصةً إذا ما كان الصديق وفياً صادقَ الوعدِ لهذهِ الصداقة لآخرِ لحظةٍ قَبل أن يأخذهُ الموت مِن صديقه، على الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ، ولا يبقى لنا سوى تذكُر الذكريات التي كانت تجمعنا معهُم والدعاء لهم في قبرهم. دموع صامتة خرجت بحرقة تحمل مشاعر الحزن والاسى من اصدقائك ومحبيك وهم يودعونك إلى مثواك الاخير، شريط ذكريات اختزلت نحو اعوام و سنوات من الذكريات القريبة والبعيدة، رحلت عن دنيانا تاركا لنا طيب عملك وحسن سيرتك، ونقاء سريرتك، واجمل ذكريات الصداقة والاخوة التي ربطتنا بك وبأسرتك الكريمة، تلقيت نبأ وفاتك المفجع الذي هزَ القَلب بمشاعر مرهفة لم اقو على تحملها، والآن نحن لا نملك يا صديقي الراحل في كل الاحوال الا الدعاء والتضرع إلى الله ان يتغمد برحمته فقيدنا العزيز، فهو الملاذ والمخرج الوحيد من حالة الحزن والاسىى بكل هذه المشاعر الفياضة. رحل الصديق العزيز، ليرحل معه رمز الاخلاص والوفاء، وعزاؤنا أنه ترك إرثا ضخما من الأعمال الانسانية و فعل الخير وعمل معه طوال تلك المسيرة خيرة الشباب ليمهد لهم دربا يسيرون عليه وينهجون مدرسته الانسانية المتميزة بالصدق والموضوعية، رحمك الله صديقي رحمة واسِعة. رحلت يا صديقي من بينِ كُلِ الملايين، وتركتنا وحدنا نُصارِع أمواج المآسي، مات صديقي محمد الملاحي وسَيموتُ غَيرهُ الكثيرون، وسَنَموت نحنُ عن قريبٍ أو بعيد، وننزِل منازِل كما نزلت، ونقف بين يدي الملِك يوم الوعيد، وهذهِ سُنَة الله تعالى في خلقه، إنه لا باقي سواه والكل سيفنى. رحمك الله يا محمد الملاحي لقد أفرحت الفقراء و أدخلت السرور على اليتامي فرحلت قرير العين.. وفي النهاية لا نجد ما نقوله سوى اننا فقدناك حقا وستظل ذكراك محفورة في القلوب والوجدان. وندعو الله العلي القدير أن يلهم اهلك وذويك وكل محبيك الصبر والسلوان. «إنا لله وإنا اليه راجعون»