خيّم شبح الموت والقتل والدماء على مدينة تطوان من جديد، بعد الجريمة البشعة التي راح ضحيتها أسرة مكونة من أربعة أفراد، وهو الأمر الذي أعاد طرح تساؤلات كثيرة حول وجود أشخاص مصابين بأمراض نفسية خطيرة يصولون ويجولون بمدينة تطوان، وهم عبارة عن قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أية لحظة دون حسيب أو رقيب. فبعد الجريمة النكراء التي حدثت العام الماضي بمسجد الأندلس بحي الملاح بتطوان والتي كان بطلها مختلا عقليا حسب روايات الأمن والذي أزهق أربعة أرواح دفعة واحدة، تنضاف أخرى بنفس العدد وبنفس الطريقة فقط اختلاف في المكان واتحاد في السبب.
موضوع القتل وسفك الدماء يطرح سؤال النقص المهول في مراكز علاج الإدمان بمدينة تطوان، وكذا الانتشار الخطير للمخدرات القوية التي غزت المدينة وأدت إلى انحراف المئات من شباب تطوان، من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية وهو الأمر الذي بات يهدد سلامة أهل المدينة في ظل الواقع المشحون بالفقر الذي تشهده المدينة.
جرائم من هذا الحجم تكشف بالملموس أن حالات الإدمان على المخدرات في تصاعد كبير، خصوصا إذا علمنا أن المادة المخدرة منتشرة بحدة وفي متناول الصغير والكبير دون استثناء.
ظهور مرض نفسي على الإنسان وتعاطيه مثل هاته المخدرات يولّد آلة جاهزة للقتل والتخريب ودون سابق إنذار في حق الأهل والصغار دون أي سبب أو حتى دون التفكير في الأمر، وهو الآفة التي طفت على المجتمع المغربي عامة ومدينة تطوان خاصة، وخير دليل على ذلك الأرقام الصادمة لعدد المدمنين.
فإلى متى ستتحرك ضمائر المسؤولين بمدينة تطوان تجاه الظاهرة التي تدق ناقوص الخطر؟ على اعتبار أن آفة المخدرات هي مسؤولية الجميع بدءا من المحيط الأسري والمجتمعي والتربوي والأمني والحكومي، وليس حكرا على جهة دون أخرى.