"حراكة" مغاربة كادوا يقتلون طفلا بسبتة من أجل "كوميرا" كاد سيناريو ابن مدينة تطوان المسمى"ابراهيم" الذي لقي حتفه بمدينة سبتة العام الماضي، على يد مجموعة من أطفال الشوارع المغاربة، الذين لا زالوا يصولون ويجولون بكل أزقة ودروب المدينة ،أن يتكرر مع طفل سبتي عمره لا يتجاوز 10 سنوات.
واستنادا إلى شكاية والدة الطفل المذكور"نورا ،ت"، فإن طفلها كان ضحية اعتداء جسدي وحشي بالسلاح الأبيض، من طرف ثلاثة أشخاص ،أمام سلالم الاقامة التي تقطنها من أجل سلبه قطعتين من خبز "الكوميرا"، ومبلغ أربعة "أورو" قطع نقدية، حيث طرحوه أرضا وانهالوا عليه بالضرب المبرح ،وفروا "بالكوميرا" نحو وجهة مجهولة. وفي هذا الصدد وجهت أم الضحية انتقادات شديدة إلى عمدة المدينة "خوان فيفاس" ومندوب الحكومة المركزية بسبتة ،"نيكولاس كوروكو"، بسبب حالة الإنفلات الأمني التي أصبحت تشهده بعض أحياء المدينة، بفعل تدفق أعداد مهولة من المهاجرين السريين، وأطفال الشوارع القادمين من المغرب، والذين يمتهنون اللصوصية والسطو المسلح، منددة بعدم وجود إرادة حقيقية لدى المسؤولين، لاستتباب الأمن بالمدينة، وتطهيرها من العناصر الإجرامية. "طفلي تعرض لهجوم عنيف وتهديد بالسلاح الأبيض، من طرف ثلاثة أشخاص لا يحملون الوثائق الثبوتية، كلهم يتحدرون من المغرب، يزعمون أنهم قاصرون حتى يفلتوا من العقاب رغم أن كل المؤشرات تدل أن سنهم يتجاوز 18 سنة، وبالتالي عليهم أن يتحملوا كامل المسؤولية الجنائية عن أفعالهم المرتكبة، والتي كادت أن تودي بحياة صغيري ، من أجل ثمن جد بخس " تقول السيدة، "نورا"،"ت" لوسائل الاعلام المحلية ،وعلامات التأثر والخوف الشديدين بادية عليها. ومعلوم لدى أوساط الهجرة وتهريب البشر، أن العديد من الشباب المغاربة ذوي البنية الجسمية الضعيفة ،نتيجة سوء التغذية ، ينتحلون صفة "قاصر" ،خاصة اذا كانوا من أصحاب القامة القصيرة، وسحن وجوههم غير ممتلئة، وذلك ليستفيدوا من قوانين الهجرة واللجوء، التي تمنع الترحيل الفوري للقاصرين ،من طرف السلطات الاسبانية نحو المغرب . وفي نفس السياق أعلنت الشرطة الاسبانية المكلفة بالتحقيق في هذه القضية ،أن عناصرها تمكنت من تحديد هوية المشتبه فيهم ،وقامت باعتقال اثنين منهم، في حين لا زالت الأبحاث والتحريات جارية لايقاف المتورط الثالث، الذي كان بدوره يحمل سكينا حسب إفادة أم الضحية . يذكر أن العديد من الفعاليات المدنية وجمعيات الأحياء بمدينة سبتة ، أبدت تعاطفا شديدا مع والدة الطفل الضحية ، الذي يرقد حاليا بالمستشفى من أجل تلقي العلاج، حيث قرروا تنظيم وقفة احتجاجية سلمية، أمام مقر مندوب الحكومة المركزية، من أجل التنديد بهذا الاعتداء الشنيع، الذي كان سيرسل طفلا في عمر الزهور، الى المقبرة، من أجل قطعة "كوميرا" .