انطلقت مساء يوم الجمعة المنصرم 2017-12-29 فعاليات المهرجان الإبداعي الجهوي الثاني للأطفال في وضعية إعاقة، الذي تنظمه جمعية الحياة الثقافية والاجتماعية والتنموية والبيئية بمرتيل تحت شعار "تميزنا .. في اختلافنا". ويضم برنامج المهرجان، المنظم على مدى 3 أيام بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، تنظيم ندوات فكرية تتناول مواضيع “الديموقراطية التشاركية في خدمة الإعاقة”، و”إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة في التنمية المحلية”. كما ستؤدي مجموعات مسرحية وموسيقية مكونة من أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مجموعة من العروض الفنية، إلى جانب عقد ورشات في الرسم والتشكيل والخزف والمشغولات اليدوية لفائدة هذه الشريحة من الأطفال. وفي كلمة باسم وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، أبرز مدير مديرية النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، إبراهيم الزروقي، أن المغرب راكم مكتسبات حقوقية خلال السنوات الأخيرة في هذا المجال، من أبرزها المصادقة على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة والتنصيص على مكافحة كل أشكال التمييز، ومن ضمنها التمييز على أساس الإعاقة، في دستور 2011، بالإضافة إلى إعداد سياسة عمومية مندمجة للنهوض بهذه الشريحة من المجتمع.
وذكر بأنه تم وضع مخطط عمل وطني للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة 2017 – 2021 بمشاركة 24 قطاعا حكوميا، يتضمن 6 محاور أساسية، من بينها التنشيط الفني والثقافي والرياضي لفائدة هذه الشريحة من المواطنين، بالإضافة إلى اعتماد قانون إطار لحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة. كما تطرق المتدخل إلى الدعم المقدم لمختلف الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة، سواء في مجال التنشيط الثقافي أو الدعم الاجتماعي والتكوين والاندماج المهني والأنشطة المدرة للدخل، أو إذكاء الوعي بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة وضمان حقهم في ممارسة الرياضة.
من جانبه، اعتبر عامل عمالة المضيقالفنيدق، حسن بويا، أن هذا المهرجان يشكل موعدا سنويا لهذه الفئة من الأطفال الذين يحتاجون إلى أكثر من التفاتة لأنهم جزء من بناة هذا الوطن، داعيا إلى إيلاء الأهمية القصوى لرعاية وتربية وتنشيط الأطفال في وضعية إعاقة وضمان ولوجهم إلى مختلف الخدمات والمرافق العمومية. وبعد أن أشار إلى أن الإبداع يعد من صور النضج الحضاري ومؤشر على تقدم الأمم، أكد على أن الإبداع حينما يتعلق بالأطفال في وضعية إعاقة فذاك عنوان للتميز، على اعتبار أن جوهر الإنسان لا يقاس بالجسد، بل بأهمية الأفكار وما تختزنه العقول وما تقدمه لتطوير المجتمع وحفظ كرامة الإنسان. وأضاف في السياق ذاته أنه يتعين القطع مع بعض السلوكيات المجتمعية التي تكرس الرؤية الدونية للأشخاص في وضعية إعاقة، معتبرا أن الإعاقة الحقيقة تتجسد في “عدم الإبداع والركون إلى الحلول السهلة”. وتحتضن مجموعة من الفضاءات الثقافية بمرتيل، من بينها سينما الريف ومركز الأندلس ودار الجمعيات ودار الحي المسيرة، فعاليات النسخة الثانية من المهرجان الجهوي الإبداعي الثاني للاطفال في وضعية إعاقة.