يشارك المجلس الوطني لحقوق الإنسان في فعاليات الدورة 22 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنعقد بفضاء المعرض الدولي بمدينة الدارالبيضاء ما بين 12 و21 فبراير 2016، برواق تتمحور أنشطته حول المواضيع المرتبطة بالإدماج والإعاقة تحت شعار «إعاقة، حقوق ومواطنة». وقال إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان إن المجلس اختار أن يحتفي هذه السنة في فعاليات الدورة 22 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة استمرارا من المجلس في اهتمامه كل سنة بموضوعة تتعلق بمجال حقوق الانسان. ويشكل رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان فضاء للترافع من أجل الدفاع عن حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة وضمان إعمالها، من خلال إعطاء الكلمة لكتاب وباحثين وفعاليات من المجتمع المدني وفاعلين سياسيين ومؤسساتيين، مغاربة وأجانب، وكذا جمهور المعرض والرواق لمناقشة المكتسبات والتحديات المطروحة في هذا المجال. وأوضح رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان في حديثه ل الاتحاد الاشتراكي» أن رواق المجلس في هذه التظاهرة الدولية فرصة أيضا لمناقشة القضايا المرتبطة بالإعاقة، التي تهم فئة مهمة من ساكنة المغرب، لهم حقوق يجب توفيرها وأيضا احترامها. يذكر أن 1.530.000 مواطن مغربي يعيشون في وضعية إعاقة (حسب البحث الوطني حول الإعاقة 2004)، أي ما يعادل 5,12 بالمائة تقريبا من عدد الساكنة، يتطلعون لتفعيل كافة الحقوق التي تكفلها لهم المقتضيات الدستورية، التي تحظر التمييز على أساس الإعاقة، والتشريعات الوطنية والمواثيق الدولية، خاصة اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبرتوكولها الاختياري، المصادق عليهما من طرف المغرب في 2009. وشدد ادريس اليزمي أيضا على ضرورة تنفيذ الاتفاقيات التي تهم الأشخاص في وضعية إعاقة وكذا الدفع من اجل بلورة سياسة وطنية مندمجة للاهتمام بالأشخاص في وضعية إعاقة في ظل دستور جديد في المغرب تطرق لأول مرة لحقوق هذه الفئة ودعمها من باب مبدأ عدم التمييز. ومن أجل المساهمة في رفع هذه التحديات، أصدر المجلس الوطني لحقوق الإنسان مجموعة من التوصيات والاقتراحات التي تروم التفعيل الكامل لهذه الحقوق تتضمنها مختلف تقاريره ومذكراته وآرائه بشكل عرضاني: «من أجل إعمال متساو ومنصف للحق في التربية والتكوين»، «45 توصية من أجل انتخابات أكثر إدماجا وقربا من المواطنات والمواطنين»، تقارير ملاحظة الانتخابات... بالإضافة إلى مساهمة وجهها المجلس الوطني إلى المجلس الأعلى للتربية والتعليم والبحث العلمي حول «إعمال الحق في التربية والتكوين للأشخاص في وضعية إعاقة» ورأي حول مشروع القانون-الإطار رقم 97.13 المتعلق بحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بها، الذي تمت بلورته بناء على طلب من مجلس المستشارين. ويقارب رواق المجلس الوطني لحقوق الانسان موضوع حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، التي شكلت، يقول اليزمي، إحدى أولويات المجلس منذ إنشائه، حيث اهتم بهذه الفئة من خلال نشر دراسات وكذا من خلال تفاعله مع البرلمان، من خلال الإنتاجات الأدبية والعلمية للأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب والعالم و/أو حول الإعاقة، التي سيكون الرواق مناسبة لتقديمها، وكذا التعريف بالأوجه المتعددة لوضعية الإعاقة بالمغرب. وأشار رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان أنه من أجل إنجاز رواق يعبر عن أهداف المجلس بخصوص موضوع حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، أطلق المجلس وجمعية «مهندسون معماريون غير مجهولون»، بمشاركة الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين والمجلس الجهوي للوسط وموقع أموش، مباراة مفتوحة أمام المهندسين المعماريين المغاربة الشباب (13 مشاركا) أقل من 40 سنة، فاز بجائزتها الأولى وشرف تصميم الرواق مهندسان معماريان شابان. ويحتضن رواق المجلس، الممتد على مساحة 360 مترا مربعا، طيلة عشرة أيام، أكثر من 50 نشاطا للنقاش والتبادل وتقاسم التجارب والخبرات المحلية والدولية، يؤطرها أكثر من 150 متدخلا من 24 بلدا. وقال ادريس اليزمي إن مشاركة المجلس في فعاليات الدورة 22 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي اعتبره حفلا شعبيا ثقافيا بامتياز وأكبر لقاء ثقافي مغربي بعد المهرجانات الموسيقية، نابعة من قناعة المجلس بضرورة المساهمة في إشاعة ثقافة حقوق الإنسان والتعريف بالاشكاليات المتعلقة بها على اوسع نطاق. وتتوزع أنشطة الرواق على خمس فقرات يومية رئيسية: «الإعاقة عبر الجهات» «يوم وكتاب» «مناظرات» «التزامات وممارسات» وفقرة «تكريم»، ستتناول موضوع الإعاقة من جوانب مختلفة أبرزها: الإبداع والفن والأدب والإعاقة، التكوين والمواكبة الاجتماعية، الإعلام والإعاقة، تكلفة الإعاقة، الولوجيات (الحق في الوصول) والولوجية الرقمية، الإعاقة في المؤسسات السجنية، الإعاقة والسياسات العمومية المحلية، المشاركة السياسة للأشخاص في وضعية إعاقة، تجارب المجتمع المدني في مجال الإعاقة وطنيا ودوليا، الإعاقة وأهداف التنمية المستدامة، الصحة والحماية الاجتماعية، رياضات الأشخاص في وضعية إعاقة، التعليم الدامج، الإعاقة والهجرة، الإطار القانوني للإعاقة، الحق في الشغل وقابلية التشغيل، الأطفال والنساء والإعاقة...، كما سيحتضن الرواق، في إطار فقرة «مناظرات»، لقاء حول دور المؤسسات الوطنية في حماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة سيشارك في أشغاله ممثلي المؤسسات الوطنية بالمغرب والأردن وغانا وكينيا والسينغال ونيجيريا ورواندا والمكسيك والغابون وفلسطين.