وقع مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة وحكومة مقاطعة مومباسا (كينيا)، بحر الأسبوع الجاري، على مذكرة للتفاهم لوضع إطار للشراكة من أجل تعزيز سبل التعاون اللامركزي في المجالات ذات الاهتمام المشترك. وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت فاطمة الحساني، أهمية توقيع مذكرة التفاهم هاته، والفريدة من نوعها بين المملكة المغربية وجمهورية كينيا، اللتين تجمعهما روابط تاريخية تعود إلى القرن الرابع عشر حين زار الرحالة ابن بطوطة كينيا عام 1331م، مبرزة أن هاته العلاقات التي تدخل في إطار العلاقات جنوب -جنوب، تبرز الإيمان الراسخ القائم لدى المغرب ملكا وحكومة وشعبا، بالبعد الإفريقي للمغرب، باعتباره قيمة مضافة للمملكة المغربية . وأضافت الحساني، أن هذه الشراكة بين جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ومقاطعة مومباسا، التي تعتبر الأولى من نوعها على المستوى الترابي بين المغرب وكينيا، من شانها ان تعزز العلاقات الثنائية بين البلدين على اساس "رابح -رابح ". وقدمت رئيسة المجلس، عرضا مختصرا عن التجربة اللامركزية التي أخذت بها بلادنا منذ ستينيات القرن الماضي، والتي توجت باعتماد الجهوية المتقدمة كاطار لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الترابية المنشودة، مما منح الجهات اختصاصات واسعة، يتصدرها العمل على تحقيق التنمية الاقتصادية عبر تحسين جاذبية التراب بخلق مناطق للأنشطة الاقتصادية والصناعية ودعم المقاولة والتكوين المهني والتشغيل، بغرض خلق الثروات بتراب الجهات وإحداث مناصب الشغل وتحسين دخل الساكنة، مبرزة أهمية اختصاص ذاتي أخر للجهات، ويتعلق الأمر بالتعاون اللامركزي، الذي يعد آلية فعالة لتنزيل مختلف الاختصاصات التي تضطلع بها الجهات . وفي هذا السياق، أكدت فاطمة الحساني، على أن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، تتوفر على مجالات رحبة للاستثمار، بدليل الإقبال الكبير للمستثمرين الأجانب للاستفادة من الفرص المتعددة التي تتيحها الإمكانات والمؤهلات التي تتوفر عليها. مشددة على أن الشراكة مع مقاطعة مومباسا، سيكون لها بعد اورو-متوسطي بل دولي، مما من شانه ان يفتح للكينيين افاقا رحبة في شتى مجالات التعاون والشراكة . وخلصت الحساني، إلى التأكيد على يقينها بأن الشراكة بين جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ومقاطعة مومباسا سيكون لها وقع إيجابي على ساكنتي الجهتين والبلدين معا، معبرة عن اعتزام مجلس الجهة أجرأة مكونات هذه المذكرة لمنحها كل شروط التنزيل على ارض الواقع. وبدوره أكد سفير المغرب لدى كينيا، المختار غامبو، على أهمية هذه الشراكة الفريدة من نوعها، لكونها الأولى ليس فقط داخل جمهورية كينيا وإنما على صعيد شرق إفريقيا، مضيفا أن مذكرة التفاهم هذه تاتي في اطار التوجه الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس في علاقات المملكة مع الاشقاء الافارقة في اطار التعاون جنوب -جنوب على اساس رابح – رابح. وأشار غامبو، إلى وجود العديد من الخصائص المشتركة التي تتقاسمها كل من جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ومقاطعة مومباسا، لاسيما مدينة طنجة التي تتوفر على إرث تاريخي وحضاري كبير في مقابل مومباسا التي تعتبر المدينة السياحية الأولى في جمهورية كينيا، معتبرا أن هذه الشراكة ستدفع حتما البلدين إلى تعزيز التعاون في العديد من المجالات على رأسها الاقتصاد الأزرق. وفي نظر الدبلوماسي المغربي، فإن مذكرة التفاهم المبرمة ستشكل شراكة نموذجية بالنسبة لباقي الجهات، نظرا لدورها في تقوية العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن العلاقات المغربية-الكينية تعود إلى القرن الرابع عشر ميلادي، وتم وصفها في نص لابن بطوطة الذي تردد على مومبسا عدة مرات.