تم، يوم الخميس 29 أبريل الجاري، التوقيع، عن بعد، على مذكرة تفاهم بين فاطمة الحساني، رئيسة جهة طنجةتطوانالحسيمة، وحسن جوحو، حاكم محافظة مومباسا الكينية، تحت إشراف مختار غامبو، سفير المغرب بنيروبي. وتأتي هذه المبادرة، وفق بلاغ صحافي صادر بالمناسبة، "في إطار تنزيل رؤية صاحب الجلالة بخصوص التعاون جنوب- جنوب، ومن أجل إعطاء دفعة قوية للعلاقات المغربية الكينية؛ وذلك من خلال تفعيل الدبلوماسية الجهوية، وبناء جسور التعاون بين الجهات وتقوية التعاون في القطاع السياحي، والتجاري، والصيد البحري، وتقاسم التجارب وتبادل الخبرات في ما يخص الاقتصاد الأخضر والطاقات المتجددة". كما تروم هذه المبادرة، التي تعد أول خطوة للتعاون بين البلدين، في إطار التعاون رابح رابح، إضافة إلى تقوية الجانب الاقتصادي، "العمل على تكريس الحضور المغربي من أجل محاصرة أعداء القضية الوطنية، من خلال العمل أكثر على تسويق صورة المغرب لدى الرأي الوطني الكيني وتفنيد ادعاءات البوليساريو وإعطاء دفعة قوية للجهوية المتقدمة، وجعلها الرافعة الأساسية في خدمة مشروع الحكم الذاتي، في انتظار توقيع اتفاقيات أخرى بين بعض المحافظات الكينية والجهات الجنوبية للمملكة". هذا وحضر توقيع الاتفاقية من الجانب الكيني حاكم ولاية مومباسا وأعضاء من حكومته المحلية، ومن الجانب المغربي فاطمة الحساني، رئيسة جهة طنجةتطوانالحسيمة، وممثل ولاية طنجة، وممثل عن المركز الجهوي للاستثمار. إلى ذلك، اعتبر السفير مختار غامبو أن توقيع هذه الاتفاقية "هو الأول من نوعه بين حكومة محلية في شرق إفريقيا وجهة مغربية، وهي خطوة أولى في إطار المقاربة الملكية التعاون جنوب جنوب، إذ تشتغل السفارة على مشاريع اتفاقيات ثنائية أخرى بين جهات ومؤسسات مختلفة في كلا البلدين". من جهته، قال حسن جوحو، حاكم محافظة مومباسا الكينية: "أنا محظوظ جدا لتوقيع هذه الاتفاقية بين ولاية مومباسا وجهة طنجة، ونعول عليها لاستغلال الفرص الهائلة التي يمنحها المجال البحري والسياحي في كينيا، خصوصا في مجال الاقتصاد الأزرق. ومحظوظون أيضا لأننا نؤسس لشراكة مع بلد عريق ومستقر ويعتبر نموذجا للاستثمار والتنمية في إفريقيا، بفضل بنياته التحتية الهائلة كالموانئ والطرق السيارة والسكك الحديدية"، وزاد: "في إطار هذه الاتفاقية سنخلد اسم الرحالة المغربي ابن بطوطة، الذي زار مومباسا في القرن 14، وذلك عبر تسمية أحد أكبر شوارع أو ساحات المدينة باسمه، إلى جانب إنشاء مركز لتكوين الشباب". فاطمة الحساني، رئيسة جهة طنجة، وصفت من جانبها هذه الخطوة بالتاريخية، "لأن الاتفاقية هي الأولى من نوعها التي توقعها الجهة مع جهة إفريقية، في إطار التعاون جنوب جنوب القائم على مبدأ رابح رابح"، وأضافت: "جهة مومباسا ستستفيد ليس فقط من الإمكانيات التي تتوفر عليها جهة طنجةتطوانالحسيمة، ولكن أيضا من الاتفاقيات الثنائية الاقتصادية التي تربط المغرب بحلفائه الإستراتيجيين، كالاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدةالأمريكية، وغيرها". وفي الأخير دعت الحساني حاكم ولاية مومباسا لزيارة جهة طنجة في القريب العاجل من أجل الوقوف على الأوراش المتنوعة التي تقوم بها جهة طنجة".