تحتفي دار الشعر في تطوان باليوم العالمي للكتاب، الذي يصادف 23 أبريل من كل سنة؛ ذكرى رحيل مبدع رائعة "دون كيخوت دي لا مانشا" الكاتب الإسباني ميغيل دي ثيرفانتس (1547-1616). وتقام هذه الاحتفالية عن بعد، وتبث عبر المنصات الافتراضية وقنوات التواصل الاجتماعي. وتشهد الاحتفالية تقديم وتوقيع عدد من الدواوين الشعرية الصادرة حديثا، مع أمسية شعرية خاصة يشارك فيها الشاعر عبد الحق بن رحمون، أحد الأصوات الشعرية التسعينية الذي ارتبط اسمه بأعرق المهرجانات الشعرية في العالم العربي، وهو المهرجان الوطني للشعر الحديث بشفشاون. كما يشهد اللقاء تقديم وتوقيع ديوانه "صاحبة السعادة"، الصادر مؤخرا عن منشورات "مقاربات". مثلما تشارك في هذه الأمسية الشاعرة حكمت ويدان، مع تقديم ديوانها "همسات في الظل"، عن منشورات "باب الحكمة". ويختم الأمسية الشاعر محمد الحسيني، المتوج بجائزة دار الشعر في تطوان للشعراء الشباب، في دورتها الأخيرة، مع تقديم وتوقيع ديوانه "في غياهب الغربة الأولى". وكانت تطوان أول مدينة عربية احتفت باليوم العالمي للكتاب، على عهد الحماية الإسبانية، من خلال تظاهرة "عيد الكتاب"، التي انطلقت منذ أربعينيات القرن الماضي. وكان عيد الكتاب موعدا للإعلان عن جوائز للكتاب، كانت تمنح في مجالات الشعر والسرد، بالإضافة إلى "جائزة المغرب" التي أحدثتها سلطات الحماية الإسبانية منذ 1953، تلك هي السنة التي زار فيها الشاعر الإسباني الكبير بيثنطي ألكسندري مدينة تطوان. وقد توج بهذه الجوائز عدد من رواد الأدب المغربي الحديث، مثل الشاعر إبراهيم الإلغي، شقيق المختار السوسي، وكاتبة القصة الرائدة آمنة اللوه، والقاص المؤسس أحمد عبد السلام البقالي، والشاعر الغنائي أحمد الطنجاوي، وشاعر الحداثة المغربية محمد الصباغ، والشاعرة الإسبانية الشهيرة ترينا ميركادير… وإذا كانت تطوان أول مدينة عربية نظمت عيد الكتاب في هذا السياق الإسباني، فإن بعض المصادر التاريخية تورد أخبارا تذهب إلى أن المغرب كان سباقا إلى الاحتفاء بالكتاب، منذ عهد السلطان المنصور السعدي، حين جعل من يوم 7 شوال يوما للاحتفاء بالكتاب. وتحرص دار الشعر في تطوان على الاحتفاء باليوم العالمي للكتاب، وجعله فضاء لتقديم وتوقيع آخر الإصدارات الشعرية، مع تقديم الشعراء الفائزين بجائزة الديوان الأول للشعراء الشباب، كما تنظمها كل سنة.