حوار مع مدير جمعية يحيى للأطفال التوحديين السيد عادل الصنهاجي بتطوان - الجزء 1 - جمعية يحيى للأطفال التوحديين بتطوان هي من بين الجمعيات التي استطاعت أن تلفت إليها الأنظار من خلال اسهامتها التواصلية ومن خلال إشعاعها على المستويين المحلي والإقليمي بل وحتى الجهوي، وذلك في مجال التوحد فهي انطلقت صغيرة بآباء وأمهات الأطفال التوحديين وبإرادات قوية كي تقتحم عوالم التوحد المفعم بالتعقيدات والصعوبات ،وقد تأسست في 28 فبراير 2009 وتحدوها رغبة قوية في تعبيد الطريق ما أمكن أمام الأطفال بتسهيل اندماجهم في محيطهم الإجتماعي.
بريس تطوان ماهو في نظركم اضطراب التوحد؟ رئيس الجمعية : حقيقة إن اضطراب التوحد هو اضطراب سلوكي بالدرجة الأولى، وليس عقلي كما هو شائع لدى الكثيرين، وينتج عن خلل في وظائف الدماغ؛ مما يجعل الطفل يعاني من إعاقات في التطور والنمو خلال الأعوام الثلاثة الأولى من عمره، ومن الملاحظ أن الطفل يفقد قدرته على التواصل اللفظي والكلام بعد بلوغه سن 18 شهرا، يبدأ بعدها يعاني من صعوبات في التطور والنمو خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية المتبادلة، واللغة بالإضافة إلى السلوك فيصبحون منغلقين على أنفسهم، وأحيانا يتسمون بالعدائية ويفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها. بريس تطوان كيف يتم تشخيصه؟ رئيس الجمعية يتم تشخيص مرض التوحد من خلال قيام الطبيب بعمل فحوصات غير مخبريه لنمو الطفل والتطور العقلي لديه، ومن خلال قيام الطبيب المختص بعمل محادثة مع الأهل للتعرف على المهارات الاجتماعية والسلوكية للطفل بالإضافة الى القدرات اللغوية وعن مدي تغير وتطور هذه العوامل، في الوقت الحالي يستطيع الطبيب المختص بالتعاون مع الاهل تشخيص المرض في فترة مبكرة مع نهاية السنة الاولى من عمر الطفل المصاب، حيث أنه قديماً كانوا لا يستطيعون تشخيص مرض التوحد إلا مع نهايات السنة الثانية أوالسنة الثالثة للتأكد من مدى الإصابة بالمرض، عن طريق الأمور التالية في حال إذا كان الطفل المصاب بالتوحد لا يستطيع النطق ببعض العبارات مثل كلمة بابا وكلمة ماما ولا يقدر على النظر في وجه الأشخاص الآخرين ولا يستطيع الطفل أن يبتسم عند القيام بمداعبته ولا يستجيب للذين من حوله من الاشخاص والمؤثرات.
بريس تطوان كيف يختلف الطفل التوحدي عن غيره من الأطفال؟ رئيس الجمعية إن أطفال التوحد لا يختلفون عن أي طفل آخر سوى أن سلوكياتهم الخاصة بهم تجعلهم يظهرون مختلفين عن غيرهم، هذا إذا كانت سلوكيات الاستشارة الذاتية مثل الهزهزة ونقر الأصابع أمام أعينهم ورفرفة اليدين واضحة. ويتمتع معظم أطفال التوحد بصحة جيدة كما أن لديهم متوسط عمر متوقع عادي وبما أن التوحد يمكن أن يرتبط بظروف أخرى بعض الأحيان فإن بعض أطفال التوحد قد يكون لديهم عجز في القدرات وعجز جسماني. بريس تطوان هل المناهج التدريبية والتواصلية كافية لمساعدة الطفل التوحدي على التدريب والانخراط في محيط اجتماعي سليم ؟ رئيس الجمعية يعتبر العلاج السلوكي من أنجع المناهج المتبعة حاليا في مجال تعديل السلوك واكساب الطفل المتوحد عددا من المهارات الحياتية التي تمكنه من التعلم التوافق الأسري والدراسي والاجتماعي والمهني ولو بمقدار وقد تعددت المناهج وكثرت الطرائق المتبعة في مجموعة من الأعراض التي يعاني منها طفل المتوحد.
هناك مجموعة من المناهج تعمل على تغيير سلوكيات غير مرغوبة استبدالها بالأخرى، ومن الطرق المعروفة ب"نظام التواصل بتبادل الصور" الهادفة إلى إكساب الطفل القدرة على التواصل اللفضي وتتكون من ست مراحل وتتدرج من التبادل المادي انتهاء بالقدرة على التعليق التلقائي على الواقف، وهذه الصورة تقوم بالدور الوسيط بين الطفل والمعالج والعالم الخارجي، ويتمكن الطفل بواسطتها من القدرة على فهم كثير من الأشياء المحيطة به والتلفض يبعضها والتمكن من الكثير من المهارات اللغوية المتصلة بتسمية الأشياء المحيطة به وفهمها حتى يتمكن من التواصل والتفاعل مع المحيطين به.
مهما كانت الطريقة العلاجية المستخدمة فلا بد من إشراك البيئة الأسرية في مسيرة العلاج اذ يطلب منهم ان يتدربوا على جملة من التقنيات والمهارات المفيدة التي يراد منها تعديل سلوك وقل مثل دالك عن البيئة المدرسية في نطاق الدمج المدرسي .