بالتزامن مع الحملة الوطنية للتلقيح التي تخوضها المملكة، وفي الوقت الذي يتطلع فيه المغاربة إلى تحقيق مناعة جماعية ضد فيروس كورونا، طغت مخاوف من إمكانية العودة إلى الحجر الصحي الشامل على جو التفاؤل، وذلك على خلفية ظهور سلالات جديدة لفيروس كورونا المُتحور. وأثارت الإجراءات الاحترازية والاستباقية التي أخذتها المملكة المغربية، مخافة انتشار أوسع للسلالات المتحورة، قلق المواطنين، إذ أحسوا بخطورة الوضع، كما ذكرتهم قرارات تعليق الرحلات الجوية مع مجموعة من الدول بالقرارات التي تم اتخاذها سابقا قبل الإعلان عن حجر صحي شامل. وكانت وزارة الصحة المغربية قد أعلنت عن تسجيل 21 حالة جديدة من السلالة البريطانية عن طريق المراقبة الجينية وتتبع السلالات المنتشرة، ليرتفع عدد الحالات المكتشفة من هذه السلالة المتحورة لفيروس كورونا في المغرب إلى 24 حالة، مما فاقم من مخاوف المغاربة. هذا، وقررت السلطات المغربية، تعليق الرحلات الجوية مؤقتا ذهابا وإيابا مع كل من النمسا والبرتغال والسويد والتشيك وأوكرانيا وألمانيا، وهولندا وسويسرا وتركيا، ابتداء من ليلة الإثنين، بسبب التطورات الوبائية المرتبطة باكتشاف سلالات جديدة من فيروس كورونا في المغرب. وتضاف الدول المذكورة إلى جنوب إفريقيا والدنمارك والمملكة المتحدة وأستراليا والبرازيل ونيوزلندا وإيرلند، التي قرر المغرب في وقت سابق تعليق الرحلات الجوية معها، ذهابا وإيابا. في ذات الصدد، قال مولاي مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن إمكانية عودة الحجر الصحي للمغرب، واردة في أي لحظة، لأن هذا القرار مرتبط بالحالة الوبائية. وتابع الخبير في تصريح صحفي، أنه في حالة انتشار الفيروس بشكل كبير وايجاد صعوبة في التحكم فيه، سيكون من الضروري إعادة الحجر الصحي الشامل، من أجل الحد من انتشاره، وهذا الأمر جاري به العمل بمجموعة من الدول، مؤكدا على وجوب الالتزام أكثر بالتدابير الاحترازية التي أعلنت عنها الدولة المغربية، منذ شهر مارس الماضي، لا سيما مع ظهور سلالات جديدة.