سجل المغرب أول حالة إصابة مؤكدة بالسلالة المتحورة لفيروس كورونا، مكتشفة أخيرا لدى مواطن مغربي قادم من إيرلندا؛ فيما لم تفصح وزارة الصحة عن عدد المخالطين، واكتفت بالقول إنه جرى التعامل معهم وفق البروتوكول الصحي الجاري به العمل. وسارعت الحكومة المغربية إلى إعلان تعليق الرحلات الجوية، ابتداءً من اليوم الثلاثاء، مع دول أستراليا والبرازيل ونيوزلندا وإيرلندا، وكذلك المنع المؤقت لدخول المسافرين القادمين منها، حتى إشعار آخر. وتنضاف الدول المذكورة إلى جنوب إفريقيا والدنمارك والمملكة المتحدة؛ التي قرر المغرب في وقت سابق تعليق الرحلات الجوية معها ذهابا وإيابا. وفي وقت كان الجميع ينتظر دخول لقاح فيروس "كورونا" الذي تعثر وصوله إلى البلاد، عاد النقاش مجدداً حول إمكانية تشديد السلطات المغربية للإجراءات الوقائية بعد ظهور السلالة الجديدة بالمملكة، فيما أبدى مواطنون تخوفهم من عودة فرض الحجر الصحي الشامل أو تمديد إجراءات "الحجر المؤقت" الذي ينتهي اليوم. ووفق معطيات منظمة الصحة العالمية فإن السلالة المتحوّرة من كورونا المستجد التي تم اكتشافها لأول مرة في بريطانيا باتت منتشرة الآن في أزيد 50 بلداً، فيما تم العثور على سلالة مماثلة تم تحديدها في جنوب إفريقيا في 20 بلداً. وتتجه كثير من الدول الأوروبية إلى تمديد إجراءات العزل العام بسبب المخاوف من السلالة الجديدة سريعة الانتشار، خصوصا في ظل التأخر الحاصل في وصول اللقاح إلى عدة دول من بينها المغرب. وتزداد الخطورة أكثر في المغرب مع ظهور السلالة الجديدة في ظل التأخر الحاصل في انطلاق الحملة الوطنية للتطعيم ضد "كوفيد 19". وفي حالة تفشي السلالة الجديدة فإن المنظومة الصحية الوطنية قد تواجه تحديات مرتبطة بالسيطرة على سرعة انتشار هذه السلالة. وأكد الدكتور عبد الفتاح شكيب، أخصائي الأمراض المعدية والطب الوقائي وعضو اللجنة التقنية والعلمية للتتبع جائحة كورونا، أن عودة فرض الحجر الصحي الشامل في المغرب وارد جداً في حالة تفشي السلالة الجديدة، مشيرا إلى أن خطورة السلالة المتحورة تكمن في سرعة انتشارها، فهي أكثر عدوى بنسبة ما بين 40 إلى 70 بالمائة. وشدد البروفيسور المغربي، في تصريح لهسبريس، على ضرورة التزام المغاربة بالإجراءات الوقائية ذاتها الجاري بها العمل لتفادي انتشار السلالة الجديدة، داعيا المواطنين والمواطنات إلى المزيد من التقيد بالإجراءات الوقائية بعد دخول هذه السلالة إلى البلاد. وأضاف عضو اللجنة التقنية والعلمية للتتبع جائحة كورونا، في تصريحه، أنه في حالة عدم الالتزام بالقواعد الصحية فإن المغرب سيعود إلى الإجراءات التي فرضت في بدايات ظهور "كوفيد 19′′، وذلك للسيطرة على الوضع. وأورد المتخصص في الطب الوقائي أن السلالة الجديدة ليست أكثر خطورة من فيروس كورونا على مستوى نسبة الفتك، لكن القلق يكمن في سرعة انتشارها. ورغم بداية حملة التطعيم في عدة دول وترقب وصول اللقاح في المغرب فإن عضو اللجنة العلمية أكد أن الإجراءات الوقائية بسبب تداعيات الوباء ستستمر إلى نهاية سنة 2021. منظمة الصحة العالمية أكدت سابقاً أن سلالة فيروس كورونا الجديدة أسرع في الانتشار، مع عدم وجود دليل بعد على أنها تسبب مرضا خطيرا أو زيادة في الوفيات. في مقابل ذلك، قال باحثون في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي إن الزيادة في قابلية انتقال فيروس كورونا بالسلالة الجديدة قد تؤدي إلى دخول المزيد من الأشخاص إلى المستشفى، ومن ثم زيادة الوفيات. وحذر العلماء من أن سلالة الفيروس التاجي المحورة يمكن أن تسبب معدل وفيات أعلى من البديل الأصلي في عام 2021.