ليس صدفة أن يكون "مدشر الخزانة" الكائن بالنفوذ الترابي للجماعة القروية "باب تازة"، التابعة إداريا لعمالة اقليمشفشاون، خزانا دافقا لطلاب وطالبات العلم ،الذين يحصدون العديد من الجوائز خلال المنتديات والتظاهرات العلمية ،لحفظ وتجويد القرآن الكريم على مستوى المنطقة الجبلية برمتها.
القليل من العامة من يعرفون أن "مدشرالخزانة" العريق الكائن بباب تازة،كان له الفضل الكبير على التربية العلمية والتكوين الأساسي ،الذي تلقاه في صباه "مولاي علي بن راشد" مؤسس مدينة الشاون،وسليل أسرة أندلسية عريقة ،تتحدر من مملكة غرناطة آخر قلاع ملوك بني الأحمر باسبانيا.
المصادر التاريخية تفيد أن التربية العلمية والشرعية الصحيحة،التي تلقاها "مولاي علي بن راشدبمدشر "الخزانة" كانت قبل بنائه لمدينة شفشاون بسنوات عدة ، حيث تؤكد المصادر ذاتها أنه "كان فقيها خيرا انتقل من "قرية الخزانة" الى "غاروزيم"،ومعه الطلبة الذين كانوا يقرأون عليه ،وكان على اطلاع واسع بأمور الحروب وفنونها ومكائدها،وكان يجيد ركوب الخيل ،و لاشك أن هذه الخبرة التي راكمها لما كان يجاهد بالأندلس ،الأمر الذي جعل أمير الجهاد "الشريف ابن جمعة" يختار مولاي علي ابن راشد ،الذي أبان عن علو كعبه خليفة له في الجهاد ،ومنذ ذلك الحين أخذ هذا الأمير الراشدي على عاتقه أمور الحرب والجهاد بشمال المغرب ".
من جهة أخرى واستنادا الى رواية ابن الوزان المعرف أيضا" بليون الافريقي" leon el africanoعند المصادر المسيحية، وهو صاحب كتاب "وصف افريقيا" فقد أشار إلى أن الحياة المبكرة "لمولاي علي بن راشد "،ابتدأت من قبيلة "أغاروزيم "بقبيلة الأخماس العليا التي تقع جنوب مدينة شفشاون وأنه بعد الظلم الذي تعرض له من طرف قبيلة" بني حسان" ذهب إلى اسبانيا وعمل فترة أجيرا لدى النصارى وتعلم عندهم فنون الحرب والقتال،حتى أصبح محاربا محنكا،وعاد الى شمال المغرب وشرع في وضع لبنة بناء امارة الرواشد، والتي ستزدهر في عهد ابنته الست الحرة أميرة الجبل وملكة تطوان.
وتجدر الاشارة أنه رغم وجود بعض الاختلافات حول أسباب هجرة "مولاي علي بن راشد" الى اسبانيا ،وهل كان يجاهد فعلا هناك، أم فقط كان يتلقى فنون الكر والفر والقتال ،فان تلك المصادر تجمع على أن "مدشر الخزانة" العريق،كان له الفضل الكبير في اكتساب مولاي علي بن راشد ،العلوم الشرعية الصحيحة من أصولها ،والتي بفضلها تمكن من أن تكون كلمته مسموعة ، وجانبه مطاع ،لدى كل قبائل المنطقة من بادس بالريف مرورا بغمارة والأخماس وبلاد الفحص وأنجرة حتى تخوم مدينتي طنجة وسبتة .