انطلقت بتطوان الحملة الانتخابية بين مرشحي حزب العدالة و التنمية محمد إدعمار و فاطمة أومغار عن فيدرالية اليسار. و في سياق هذه الحملة و في محاولة لاستمالة الناخبين و استقطابهم اختار كل من المرشحين منصات التواصل الاجتماعي و على رأسها فايس بوك لتوجيه خطابهما السياسي، بما يتضمنه من أفكار و تصورات سياسية و إيديولوجية.
و يرى محمد بودن المحلل السياسي أن خطاب المرشحين من خلال الأشرطة المنشورة بشبكات التواصل الاجتماعي لا يؤطره سياق المرحلة ولا يقدم إضافة حاسمة لأنه لا يختلف نوعيا عن خطاب الانتخابات التشريعية العامة ولا يتكيف مع خصوصية الانتخابات الجزئية.
سياق و شعارات
و تأتي الانتخابات الجزئية بحسب بودن و الحزبان يعرفان موقعهما المؤسساتي فحزب العدالة والتنمية يعرف انه في الأغلبية وتحالف اليسار الاشتراكي يعرف انه في المعارضة ورغم ذلك فخطابات المرشحين معا جاءت بنفس الأفكار التي قدمها حزب العدالة والتنمية وتحالف اليسار الاشتراكي في الحملة الانتخابية ل 7 اكتوبر 2016.
و يضيف بودن أن حتى شعارات الحزبين 7 اكتوبر 2016 ظلت على حالها في بوسترات المرشحين فمرشحة تحالف اليسار الاشتراكي تضمن بوستر ترشيحها شعار " معا ... مغرب اخر ممكن " ومرشح حزب العدالة والتنمية تضمن منشور ترشيحه شعار " صوتنا فرصتنا لمواصلة الإصلاح " ، مشيرا إلى أن حتى شعار فرعي آخر " صوت وارتح " الذي يبدوا انه اقتبس من فيديو كليب دعائي للحزب في انتخابات 7 اكتوبر 2016.
ميكانيزمات الخطاب
و في تفصيله لخطاب المرشحين يشير بودن إلى أن محمد ادعمار يتضمن إشارات تتفاعل بشكل إيجابي مع القرارات المؤسساتية ولكن جزء من خطابه اهتم بميكانيزمات ثقافة حزب العدالة والتنمية الذي يعتبر نفسه مستهدفا او مطوقا بجماعة خصوم ولجوء ادعمار في خطابه للوعيد و الحديث عن تأكيد نتيجة 7 اكتوبر 2016 يعكس ثقة في استعادة المقعد المفقود رغم الوضع الداخلي المرتبك.
في المقابل يعتبر ذات المحلل السياسي أن خطاب فاطمة الومغاري يعكس حسا نضاليا و اعتقد ان الوفاء بما تقدمه من إلتزامات في ملفها الانتخابي صعب، والملاحظ أن خطاب مرشحة تحالف اليسار يحاول ان يبقى لصيقا بالقضايا المعيشية و يركز على السياسات العمومية ولكن في شقها الوطني وليس المحلي وهذا أمر ليس بغريب ومستنير نوعا ما بالنموذج الخطابي الذي قدمه نائبي تحالف اليسار بمجلس النواب منذ بداية الولاية التشريعية العاشرة.
المفاجأة
و يؤكد بودن في معرض قراءته للنتائج المرتقبة لهذا الاستحقاق الانتخابي ان استعادة حزب العدالة لمقعده بدائرة تطوان سيكون أمرا عاديا لأن الحزب حصل في 7 اكتوبر 2016 على الصدارة ب 20136 صوتا، بينما حصل تحالف اليسار الاشتراكي على 2478 صوتا وبالتالي فهذه الحصيلة الرقمية لها ثقلها .
و لفت ذات المحلل السياسي إلى أنه في حالة فوز تحالف اليسار الاشتراكي بالمقعد فهنا "سنتحدث عن مفاجأة مدوية وهذا طبعا يعتمد على إقناع الغاضبين والمترددين والعازفين"، وفق تعبيره.
المشاركة
و ينبه بودن إلى أنه إذا كانت نسبة المشاركة في دائرة تطوان في انتخابات 7 اكتوبر 2016 لم تتجاوز 38،52 % فلا اعتقد انها ستتجاوز 15% في انتخابات جزئية، وبطبيعة الحال النسب المتدنية للمشاركة من جهة تصب في مصلحة الحزب الذي له كتلة ثابتة من الناخبين و أجنحة جمعوية و حضور في المجالس الترابية ومن جهة أخرى قد تكون النسبة المتدنية للمشارك في مصلحة حزب مدعوم من أحزاب أخرى أحجمت عن تقديم مرشحين.
بنكيران و منيب
و شدد بودن على أن دائرة تطوان لها هويتها تجذب الاهتمام الإعلامي والسياسي حتى في الانتخابات الجزئية 14 شتنبر 2017 وما يؤكد هذا الحديث عن حضور بنكيران ومنيب في نفس اليوم ونفس الساعة لمهرجانات خطابية للمرشحين، والملاحظ كذلك أن تحالف اليسار الاشتراكي بتطوان يستثمر شبكات التواصل الاجتماعي بشكل أفضل من حزب العدالة والتنمية بتطوان في هذه الحملة الانتخابية ويقدم منتوجا افتراضيا يستجيب لمتطلبات الجيل الجديد من المتتبعين.