دعا المشاركون في الندوة المنظمة نهاية الأسبوع الماضي حول موضوع "مدينة الفنيدق ورهان تأسيس هوية اقتصادية جديدة" إلى بلورة نموذج تنموي محلي جديد بالمدينة بعد إغلاق السلطات الأمنية المغربية لمعبر باب سبتة الحدودي الذي كان يشكل منذ عقود واجهة اقتصادية مهمة لساكنة المدينة الممتهنين لما يسمى "التهريب المعيشي". وطالبت توصيات الندوة، المنظمة عبر تقنية الفيديو وشارك فيها فاعلون سياسيون واقتصاديون ونشطاء بجمعيات المجتمع المدني المحلي، بضرورة العودة إلى فتح المعبر الحدودي من جديد واستئناف النشاط التجاري وفق "ضوابط إنسانية جديدة" بهدف إنعاش الحركية الاقتصادية والتجارية وإخراج المدينة من مرحلة "السكتة القلبية السريرية" في أفق إيجاد الحلول الاقتصادية البديلة والناجعة مستقبلا. وقال الباحث الأكاديمي عبد الرحمان الشعيري منظور إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مدعوة إلى الانخراط العاجل في دعم الشباب حاملي المشاريع المدرة للدخل والموفرة لفرص الشغل، مطالبا بإنعاش وضعية المقاولات الصغيرة والصغيرة جدا والتشغيل الذاتي وتنزيل البرامج الوطنية للتشغيل على المستوى المحلي من خلال تحقيق استفادة الشباب المحلي من التمويلات المالية المهمة التي تقدمها لحاملي أفكار المشاريع. كما طالب الباحث الأكاديمي في معرض مداخلته حول "البدائل الممكنة لتنمية الاقتصاد المحلي بالفنيدق" بضرورة تنويع العرض الاقتصادي المحلي مستقبلا من خلال الاهتمام بقطاع الصيد البحري وتثمين موارده المهمة إضافة إلى إنعاش القطاع السياحي والصناعة التقليدية كأعمدة ثابتة للنموذج الاقتصادي المنشود للمدينة الساحلية. وخلصت الندوة كذلك إلى المطالبة بتحفيز الاستثمار الوطني والأجنبي وتحويل المدينة إلى منصة لخلق المشاريع الموفرة لفرص الشغل وإدماج ميناء طنجة المتوسط في بلورة هذا التصور، علاوة على سلك طريق التحفيز الضريبي لمساعدة المقاولين الشباب لخلق المقاولة الذاتية. يذكر أن الندوة كشفت عن أرقام صادمة بخصوص الوضعية الاقتصادية المزرية التي تعيشها مدينة الفنيدق، حيث أكد المشاركون تعرض أكثر من 30 % من المقاهي والمطاعم بالمدينة للإفلاس، وحوالي 600 محل تجاري أغلقت أبوابها، كما أن أكثر من 9000 شخص من ممتهني "التهريب المعيشي" بباب سبتة توقف عن العمل، إضافة إلى 3600 عامل مغربي يزاول عمله داخل المدينةالمحتلة بشكل قانوني فقد عمله جراء الإغلاق. تجدر الإشارة إلى أن مدينة الفنيدق، شهدت قبل أسابيع ميلاد مجموعة تفكير من أجل الفنيدق وهو تجمع شبابي يضم مجموعة من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين ونشطاء مدنيين بالمدينة سيعملون، وفق بيان التأسيس، على الترافع من أجل إنقاذ مدينة الفنيدق من الركود الاقتصادي الحاد الذي تعرفه منذ أشهر، وستعمل على تنظيم جلسات نقاش عمومية مع مختلف المتدخلين في تدبير الشأن العام المحلي وتقديم مقترحاته إلى البرلمانيين الممثلين للمدينة وصناع القرار على المستوى المركزي.