في حوار مع بول هيك أستاذ علم اللاهوت والدراسات الدينية في جامعة جورج تاون بواشنطن
بريس تطوان : ماهي انطباعاتكم حول الزيارة التي تقومون بها لكلية أصول الدين بتطوان للمرة الثالثة ؟
انطباعاتي جد جيدة وهذه هي الزيارة الثالثة لي إلى كلية أصول الدين هنا بتطوان، حيث قمنا بندوة شارك فيها أساتذة وباحثون من المغرب والولايات المتحدةالأمريكية.
و أعتقد أن التنوع يغنينا، و يفتح أمامنا آفاق جديدة، خاصة و أنني أطلع على دين غير ديني أو على ثقافة غير ثقافتي، و ذلك لا يعني أن أتنازل عن شيء فالآخر يبقى على ما هو من حيث خصوصيته، ولكن أحيانا الخصائص تتحول إلى حواجز كل إنسان على عرق أو دين أو ثقافة كل إنسان له خصائص وأحيانا تتجمد الخصائص وتتحول إلى عواقب بل حواجز وكلنا منكمشون ومنغلقون و متقوقعون ولا نفع من ذلك. و هذه الندوة هي مرحلة الانطلاق إلى الآخر وتجاوز تلك الحواجز، و قد استفدنا وأظن أن المغاربة هم أيضا استفادوا وهذا هو الأصل في الإنسانية وفي نهاية المطاف اكتشفنا إنسانيتنا المشتركة.
بريس تطوان : ماهي ارتساماتكم حول ثقافة الحوار بين الأديان بالمغرب عامة وتطوان على وجه الخصوص؟
المغرب معروف بما نسميه اليوم الحوار بين الأديان والحوار بين الثقافات، و أرى أن الحوار ليس وليد هذا العصر ربما و ليس بكلمة جديدة ولكن من خلال تاريخ العلماء من الأديان المختلفة ومنهم اجتمعوا هنا بالمغرب مسلمون ويهود ومسيحيون، يعني تاريخ المغرب حافل بنماذج هذا الحوار ولولا سمو الحوار في أيامهم هذا ما حصل، ومن أبرز النماذج العالم اليهودي موسى بن ميمون الذي عاش بالمغرب وأخذ شيئا من المسلمين وتأثر بأفكار الآخر وأظن أن العكس كان صحيحا ويعني تكثر النماذج.
بريس تطوان : لماذا وقع اختياركم على كلية أصول الدين بتطوان لإبرام اتفاقية الشراكة ؟
بالنسبة لكلية أصول الدين بتطوان، أتمنى أن تكون هذه الأخيرة المركز لدراسة وحوار الأديان في المنطقة كلها وهي تستحق ذلك، و تعد كلية أصول الدين رائدة من حيث تنظيمها لورشات وندوات وأنشطة مختلفة، ونحن سنكون معهم.
هذا إلى جانب أن الكلية ستستقطب طلاب من بلدان مختلفة لأن هذه البقعة من الأرض تناسب الالتقاء بين الأديان والحضارات إلى آخره، نحن نتمنى الخير ونتمنى أن تكون كلية أصول الدين البداية من أجل الانطلاق إلى الآخر واستقبال الآخر ولكن هنا في الكلية حوار الأديان بارزا لازال في البدايات أينما كان، و نحن سنتعاون من أجل إقامة حوار الأديان على أسس علمية لاسيما و أنه لابد من خلال هذه المرحلة من إقامة الأديان على أسس علمية وأنا أعتقد أن كلية أصول الدين هي المكان المناسب لذلك.
أؤمن أنه لايزال الخير موجودا، و أحيانا نحن نسمع الإعلام الذي يركز على الصراعات والنزاعات وقد يتساءل الكثير هل هناك قيم مشتركة بين الشعب و الشعوب الأخرى وأنا أسافر كثيرا كما السيد العميد والخير موجود أينما سافرت في الوطن العربي أو أوروبا أو الهند أو الشرق الأقصى، و أينما أسافر أجد الخير بل الخير أكثر انتشارا من الشر ولكن بسبب الإعلام قد نعتقد العكس فالخير أقوى و أكثر انتشارا من الشر والخير لا يزال موجود وبوجود مثل هذه الشراكة فإن جامعة جورج تاون وجامعة عبد المالك السعدي وكلية أصول الدين سيكون مستقبلا لامعا.