ينظم المجلس البلدي لمدينة شفشاون لقاء تأبينيا للراحل عبد القادر يوم 29 أبريل 2017 ببلدية شفشاون على الساعة الخامسة ، باعتباره أحد أبناء المدينة الذين ساهموا في الحركة الأدبية لمغرب الاستقلال، إلى جانب مجموعة من شعراء و أدباء المدينة. و بهذه المناسبة سيتم تقديم شهادات في حق الراحل من قبل بعض أصدقائه الذين شاركهم حرقة بناء مغرب جديد مبني على قيم إنسانية تؤمن أن الإنسان المغربي له خصوصياته الثقافية و التاريخية و الفكرية و الأدبية، وأن من واجب المثقفين أن ينخرطوا في مشروع البناء المجتمعي، حتى يتسنى الانخراط، إيجابا في المجتمع الإنساني.
وتأتي أهمية هذا المشروع الذي تقاسمه الأستاذ عبد القادر المجاهد مع مجاييله من أمثال عبد الكريم الطبال و محمد الميموني و عبد القادر الحضري و آخرين من عودة الأسئلة التأسيسية إلى واجهة القضايا المطروحة على المهتمين بقضايا الحداثة و التحولات الاجتماعية و الثقافية، محليا و إقليميا و حتى عالميا.
إن استحضار روح عبد القادر المجاهد في هذه اللحظة التاريخية و من خلاله الوعي الذي كان سائدا بين مجاييله، هو بمثابة مدخل لإعادة مقاربة سؤال الحداثة و التنمية و الهوية، خصوصا في ظل انهيار الوعي الجمالي و تهميش الفنون و الآداب و الدور الخطير الذي يمكن ان يضطلع به في بناء المجتمعات، إذ لا يمكن تحقيق حداثة أو تنمية من دون الاستثمار الجاد في مجال الفنون و الآداب، ذلك أن أزمتنا لن تحل أبدا بالاستيراد المجنون للتكنلوجيا، و إنما بإعادة النظر في علاقتنا مع العالم.
و هذا لن يتأتى إلا بطرح اسئلة تأسيسية لم نتمكن من الاجابة عنها و لا تعميقها منذ النهضة أي منذ المشاريع النهضوية الأولى مع جيل الرواد.
و قد قامت أسرة الفقيد بإعداد كتاب سينشر بهذه المناسبة، و تناول هذا العمل المتواضع مجموعة من المقاربات التي سلطت الضوء على المرحلة التاريخية و الحركية الأدبية في شمال المغرب، إضافة إلى شهادات في حق الراحل عبد القادر المجاهد كأديب و مثقف و رجل نهضوي.