الذكرى العشرينية لتصنيف المدينة العتيقة لتطوان تراثا عالميا إنسانيا في موقع الجماعة الحضارية لتطوان موجود هذا الإشعار :
بمناسبة الذكرى العشرينية لتصنيف المدينة العتيقة لتطوان تراثا عالميا إنسانيا من قبل منظمة اليونسكو، وللمحافظة على هذا الموروث الحضاري والثقافي ؛ وللتعريف به وتسويقه وطنيا ودوليا ؛ وانطلاقا من مسؤولياتها تنظم جماعة تطوان بتعاون مع عمالة المدينة احتفالات بهذه الذكرى تحت شعار "تطوان 5 خمسة قرون من الحضارة و20 عشرون سنة من العالمية". يومي 24و25 أبريل
ذكرى وبأي حال عُدْتِ يا ذكرى
لم تعد تطوان سنة 1997 هي تطوان اليوم ، تطوان ما قبل 1997 كانت الأزقة و الشوارع ، نظيفة ، خالية من كثرة الفرّاشة يستطيع المرء أن يمشي بارتياح و هدوء ودون إحراج الآخر أو العكس تتسع للمارة في كل جوانبها.
تطوان لم يبق سورها الحاضن للمدينة العتيقة من مميزاتها التاريخية، بل أصبح اليوم كله مسامير و حفر كبيرة و حبال مربوطة و بلاستيك على الحبال من الداخل و الخارج يق الباعة الجائلين من حرارة الشمس أو هطول الأمطار، تطوان وقنوات مائها السكوندو المعترف بتصميمه الرائع دوليا ومن مميزاتها التاريخية أصبحت كل تلك القنوات محجوبة بصناديق الخضر و الفواكه وأخرى بالنعناع أو التشاطارا ، تطوان لم تعد أبوابها سبعة بل أصبحت أربعة فقط ، فباب العقلة أغلقت بالفواكه و مواد مهربة و منتجات أخرى وباب التوت بالفواكه والخضر و السمك ، وباب النوادر بالخبز و اللبن والقزبرة.
تطوان لم يعد السائح يجد أين يأخذ صورة تذكارية فيها ، حتى باب القصر الملكي بساحة المشوار أصبح محجوبا بالسلع المهربة " على عينك آبنعدي " ، تطوان العتيقة لن يستطيع الماشي بين أزقتها كالترانكات و العيون و المطمار و المصداع أن يسلم من اللصوص أو الإزعاج نظرا للازدحام الناتج عن إخراج السلع من أصحاب الدكاكين بمتر أو متر ونصف عن أبوابها .
تطوان أصبحت سوقا للسمك ، السمك يباع خارج الدكاكين في كل مكان وبدون مراقبة أو تنظيم و كأن المطر يسقط يوميا في تلك الأماكن من كثرة المياه المستعملة من طرف بائعي السمك ، تطوان أصبحت وكرا للمتسولين و المجنونين الذين يحجون إليها من كل فج عميق .
ذكرى وبأي حال عُدْتِ يا ذكرى ؟ لم تعد هناك لا حضارة و لا تراث ، تطوان أصبحت سوقا عشوائيا كبيرا ،،،، فبما ستحتفلون ؟