بدأ الصراع الخفي بين قادة حزب الاصالة والمعاصرة و والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، يَطفو على السطح مُشكلاً حديث الساعة بين المتتبعين وفي "الصالونات" السياسية، في ظل استمرار الحراك الاحتجاجي بالمنطقة واستمرار بالموازاة مع ذلك تحركات والي الجهة في مختلف جماعات الاقليم. وتحدثت مصادر مطلعة أن قيادة الحزب بالإقليم غاضبة من هذه التحركات التي يُباشرها اليعقوبي من اجل امتصاص الاحتقان الاجتماعي الذي تعرفه المنطقة، وهو نفس الغضب الذي يَنتاب رؤساء الجماعات الترابية المنتمين ل"البام" والذين وجدوا انفسهم خارج حسابات الدولة في تدبيرها لهذه المرحلة الحساسة.
المصادر نفسها أكدت أن غضب "الباميين"، أفاضته نقطة سحب صلاحية التصرف في الأموال الضخمة التي ضخّتها الدولة لتنفيذ مشاريع برنامج "منارة المتوسط"، في مقابل اعطاء الصلاحية الكاملة للولاية الجهة للتصرف بشكل مباشر في هذه الميزانية.
وفي هذا الصدد اعتبر عدد من المتتبعين ان سحب الدولة لصلاحية تدبير أموال "منارة المتوسط" من المنتخبين، يُشكّل سحباً للثقة من لدنها في هؤلاء، مخافة تكرار سيناريو تجربة الفريق المدني الذي كلّفته الدولة لتدبير ملف اعادة اعمار ما دمّره زلزال 2004، وهي التجربة التي اعتبرها الكثيرون انها فاشلة، وبصمت نقطة سوداء جديدة في علاقة الدولة بمنطقة الريف.
ووضع الوالي اليعقوبي في أكثر من مناسبة في اطار الزيارات التي يَقوم بها الى جماعات اقليمالحسيمة، عدد من رؤساء مجالس هذه الجماعات في موقف محرج أمام المواطنين، حيث يعمل على التوجه مباشرة الى المواطنين للاستماع الى مطالبهم وشكاياتهم التي تصب اغلبها في انتقاد طريقة تدبير الشأن المحلي من لدن المنتخبين، في الوقت الذي يُدير فيه ظهره للمنتخبين ويرفض في بعض الأحيان وبلغة توبيخية تدخلهم في النقاش بينه وبين المواطنين.
وفي الوقت الذي أخفى فيه بعض قيادات الحزب امتعاضهم من تحركات اليعقوبي، اعترف الامين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، بكون تحركات والي الجهة بإقليم الحسيمة سحبت البساط من المنتخبين حيث قال في تدوينة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" ان حملة التواصل التي تقوم بها سلطات وزارة الداخلية بإقليم الحسيمة تسحب آخر ما تبقى من الأدوار التمثيلية للمنتخبين، ليعود في تدوينة أخرى للمطالبة كردة فعل، من رؤساء الجماعات الترابية بالإقليم تقديم استقالتهم وترك تدبير الشأن المحلي لفريق الوالي اليعقوبي على حد تعبيره.
ومن جانبها تساءلت في هذا الصدد البرلمانية السابقة عن حزب العدالة والتنمية سعاد شيخي قائلة في تدوينة "فابسبوكية":لا أدري لماذا يتضايق البام من تحركات الوالي اليعقوبي بالحسيمة!!؟"، مُضيفة بصيغة التساءل دائماً:هل كذب البام على نفسه وصدق الكذبة حتى اعتقد بأنه فعلا يقوم بتسيير المجالس المنتخبة وتمثيل الساكنة بالإقليم! و هل يعتقد البام فعلا بأن الحسيمة قلعته الحصينة ؟لتختم تدوينتها مخاطبة منخبي البام بالحسيمة :"هونوا على أنفسكم .. ولا تتضايقوا من الوالي اليعقوبي، فهو يقوم نيابة عنكم (وهو محرج) بالمهمة التي فشلتم في القيام بها.. إنها النتيجة الحتمية لتزوير إرادة المواطنين".
وفي سياق الموضوع يَتسائل عدد من المتتبعين للشأن المحلي بالحسيمة، إن كانت هذه المرحلة تُشكّل بداية لنهاية سيطرة حزب الاصالة والمعاصرة على المشهد السياسي بإقليم الحسيمة، بعدما اتّسمت مرحلة تدبير "البام" لأغلب المجلس المنتخبة بالمنطقة، بالاحتقان والاضطرابات، لدرجة تطور فيها الفعل الاحتجاجي الى درجة اعلان القطيعة التامة مع كل ما هو حزبي.
وحري بالذكر ان قيادة "البام" باقليمالحسيمة قد عقدت اجتماعاً وُصف ب"السري" خلال الاسبوع الماضي، حسب ما علمته شبكة دليل الريف، وذلك للتداول في الخطوات التي يمكن القيام بها ل"افشال" تحركات رجالات الداخلية، وآليات تدبير هذه المرحلة الحساسة، التي قد تعضف بمكانة الحزب على المستوى المحلي بل وحتى الوطني.