في ظل التصاعد الذي يشهده منحى كورونا بالمغرب، على مستوى عدد الإصابات والوفيات المُسجلة في الفترة الأخيرة، تتناسل أنباء حول إحتمالية إعادة فرض الحجر الصحي بالمملكة. في نفس السياق، أعلنت الحكومة، ضمن بلاغ صادر عنها في هذا السياق، اليوم الخميس، أنه بناء على خلاصات عمليات التتبع اليومي والتقييم المنتظم المنجزة من طرف لجان اليقظة والتتبع، وعلى إثر تسجيل ظهور بؤر وبائية جديدة بمجموعة من أحياء مدن الدارالبيضاءومراكشوبني ملال، وبالنظر لما تقتضيه الضرورة الصحية الملحة، فقد تقرر اتخاذ مجموعة من التدابير لتطويق رقعة انتشار فيروس كورونا بهذه المدن. ووفق ذات المصدر فقد تقرر على مستوى مدينة الدارالبيضاء إغلاق كل من شواطئ مدينة الدارالبيضاء وشواطئ دار بوعزة وشاطئ "بالوما" بعين حرودة، وإغلاق الحمامات بمجموع تراب مدينة الدارالبيضاء؛ ابتداء من يوم غد الجمعة عند منتصف الليل. كما تم الإبقاء على إجراءات التشديد التي اتخذت مؤخرا، والتي شملت إغلاق مداخل وأجزاء من أحيّين بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، وحي واحد ودوار واحد بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، وزقاقين بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، و7 أحياء وشوارع وأزقة بعمالة مقاطعات الدارالبيضاء أنفا، و3 أزقة بعمالة مقاطعات ابن مسيك، حيين في عمالة مقاطعات مولاي رشيد. وهمت الإجراءات المتخذة بهذه المناطق المستهدفة إغلاق المقاهي والمطاعم بالإضافة إلى المحلات التجارية للقرب والمراكز التجارية الكبرى على الساعة الثامنة مساء، وإغلاق أسواق القرب انطلاقا من الساعة الرابعة مساء، وإغلاق الحمامات وصالونات التجميل، ومنع نقل مباريات كرة القدم بالمقاهي.
أما على مستوى مدينة مراكش فقد تقرر، وفق البلاغ ذاته، إغلاق المنافذ المؤدية إلى 12 حيا بالمدينة، وتكثيف مراقبة التنقلات من طرف السلطات العمومية بمداخل ومخارج المدينة، وإغلاق المنافذ الهامشية التي تحول دون إخضاع كافة المسافرين لمراقبة تراخيص التنقل الاستثنائية. وتخص هذه التدابير، أيضا، إخضاع المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية لتوقيت الإغلاق المحدد في العاشرة مساء، مع احترام الطاقة الاستيعابية المحددة في 50%، ومراقبة احترام الطاقة الاستيعابية لوسائل النقل العمومية والمحددة في 50%، وإغلاق الأسواق النموذجية و"السويقات" على الساعة الخامسة مساء، وإغلاق المناطق والمساحات الخضراء والحدائق العمومية التي تعرف توافدا واكتظاظا للساكنة خلال المساء. وحسب المصدر نفسه، فإنه سيتم إغلاق المنافذ المؤدية نحو 6 أحياء بالمدينة، بمدينة بني ملال، ابتداء من يوم غد الجمعة عند الثانية عشرة زوالا، مع إغلاق الحمامات وصالونات الحلاقة والتجميل والقاعات والملاعب الرياضية، وإغلاق المراكز التجارية الكبرى على الساعة الثامنة مساء، وإغلاق أسواق القرب على الساعة الثانية بعد الزوال، وإغلاق المجمعات والمحلات التجارية والمقاهي والفضاءات العمومية (منتزهات، حدائق…) على الساعة السادسة مساء. وذكر المصدر عينه، أن التدابير المتخذة لإغلاق المنافذ المؤدية للمناطق المستهدفة ستواكب بتشديد للمراقبة من أجل عدم مغادرة الأشخاص المتواجدين بها لمحلات سكناهم إلا للضرورة القصوى، واشتراط تنقلهم خارج محلات سكناهم باستصدار رخصة للتنقل الاستثنائي مسلمة من طرف رجال وأعوان السلطة. وسيظل كذلك التنقل صوب أو خارج هذه المدن مشروطا بإلزامية التوفر على رخص استثنائية مسلمة من قبل السلطات المحلية، حسب المصدر نفسه، كما سيتم الإبقاء على مختلف القيود الأخرى التي تم إقرارها من خلال حالة الطوارئ الصحية؛ من منع التجمعات والاجتماعات، والأفراح والجنائز. وأضاف، سيبقى تخفيف هذه التدابير رهينا بتطور الحالة الوبائية بهذه المدن، وتراجع عدد المصابين، وتحقيق نتائج ملموسة في تطويق هذه البؤر، والتي تبقى في حد ذاتها مرتبطة بمدى التزام المواطنات والمواطنين بالاحتياطات الوقائية والاحترازية الضرورية من تباعد جسدي وقواعد النظافة العامة وإلزامية وضع الكمامات الواقية وتحميل تطبيق "وقايتنا". تجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، كان قد لمّح، إلى إمكانية العودة إلى فرض الحجر الصحي، في ظل الوضعية الوبائية التي باتت مقلقة، جراء تسجيل أرقام قياسية في الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المُستجد، ليبقى التساؤل مطروحاً: "هل ستخضع باقي المدن المغربية، بما فيها مدينة تطوان، للإجراءت المذكورة، مُستقبلا؟ وذلك على خلفية التفشي الواسع للوباء!.