لازال الجدل يحتدم بشدة داخل أوساط الطائفة المسلمة بمدينة سبتة، بخصوص قرار منع عيد الأضحى ،حيث أعلن "أحمد اليزيدي" وهو إمام بأحد مساجد سبتة ومن الوجوه البارزة داخل تجمع مسلمي اسبانيا ،عن نيته بعدم ذبح كبش العيد هذه السنة ، تماشيا مع التدابير الاحترازية التي تشدد عليها السلطات الصحية. وفي هذا الصدد أوضح الإمام أحمد، أنه سيحتفل بعيد الأضحى دون عملية ذبح الخروف، تماشيا مع روح فقه المقاصد الإسلامية ومنهاج الوسطية التي تدعو إليه جميع الديانات والنواميس السماوية، التي تحض على جلب المصلحة ودرئ المفسدة وعدم الإلقاء بالنفس إلى التهلكة أو إلحاق الضرر بالناس. وخلف هذا التصريح الصادر عن إمام المسجد المذكور، جدلا واسعا داخل أوساط مسلمي مدينة سبتة، وألهب ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تمت مهاجمته بشراسة من طرف السواد الأعظم من المعلقين الذين رأوا في موقفه تماهي مع توجهات الحكومة المستقلة لمدينة سبتة، التي لا تزال مصرة على إلغاء شعيرة ذبح خروف العيد ،كما أن بعض الردود المتطرفة اعتبرت تصريح الإمام غير ملزم لأنه ليس مفتي المسلمين، متهمة إياه بالموالاة للنصارى والكفار ومحاربة الدين، وغيرها من التهم الجاهزة في دولاب الفكر الديني المتشدد. أما ردود الفعل المؤيدة لموقف الإمام فقد كانت قليلة جدا واعتبرت أن تشبث ما يسمى بمسلمي سبتة بضرورة ذبح خروف العيد لا علاقة له بالدين بل هو مجرد تقليد متوارث مرتبط بشهوة البطن والمعدة، وعليه فالإصرار على ذبح الخروف ليس الهدف منه التقرب إلى الخالق بل لإعداد قطبان الكبد المشوي، وطاجين الضلع المحمر بالبرقوق وغيرها من العادات والتقاليد الغذائية، مضيفة أن عيد الأضحى تم إلباسه مسوح دينية رغم أنه طقس غذائي بامتياز. يذكر أن مستشار الصحة بالحكومة المحلية لمدينة سبتة ،لا زال متمسكا بقرار منع ذبح الحيوانات في المنازل بمناسبة عيد الأضحى ،مؤكدا على أنه استند في قراره على معطيات علمية صادرة عن خبراء الفيروسات وأطباء وزارة الصحة ،الذين أكدوا له جميعا أن الاحتفال بعيد الأضحى يصنف ضمن درجة "المخاطر الجد مرتفعة" حيث سينجم عنه ظهور بؤر وبائية نتيجة تفشي فيروس كورونا.