هناك العديد من "الأبواب "التي تحيط بأسوار مدينة السيدة الحرة، مثل باب "الحُمار" بضم الحاء ، وباب "السوق" وباب "العنصر" وباب "الموقف" ،لكن يبقى "باب العين" هو أكثرها شعبية سواء بالنسبة لساكنة المدينة أو القرويين القادمين إليها من ضواحي الاقليم الشاسعة، أو بالنسبة لزوار المدينة من مغاربة وأجانب وكذا أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج. واكتسبت "باب العين" شهرتها لكونها تعتبر أقرب نقطة فاصلة بين عمق المدينة المحصنة بالأسوار، والمدينة الحديثة "الكولونيالية"، التي قام بتأسيسها الاسبان، لما تمكنوا من دخول مدينة الشاون سنة 1920، تحت إمرة الجنرال القوي "داماصو برينغير". ترجع تسمية هذا المدخل "بباب العين" بسبب تواجد ينبوع كبير كان يتدفق قرب هذا الباب ، و قام الاسبان ببناء ثكنة عسكرية قربه حسب الروايات التاريخية. حاليا مع عطل نهاية الأسبوع خاصة تلك التي تتزامن مع العطلة المدرسية يفيض مدخل "باب العين" بالكتل البشرية المتلاطمة ،وذلك بسبب كثرة السياح الذين يقصدون مدينة "الشاون" العامرة ، لكي يتيهوا بين أزقتها المذهلة ويلتقطوا صورا للذكرى أمام الأفران التقليدية والحمامات ونافورات الماء الزلال التي تنساب رقراقة من أعلى قمم جبال "الشاون" الشماء. من جهة ثانية فان ما يزيد من شعبية مدخل "باب العين" هو أن السائح أثناء صعوده إلى ساحة "وطاء الحمام "البهية ، انطلاقا من هذا المدخل ، سيجد في طريقه العديد من المنتوجات الجبلية الخالصة ، تعرضنه على الرصيف نسوة "جبليات "يتشحن بالمنديل الأبيض المخطط بالأحمر، وهو لون يرمز الى الهوية الأصيلة للمنطقة الجبلية وتاريخها التليد. "كل شئ هنا بلدي طبيعي ،"الليمون بوصرة" الخروب ،الزيتون الأخضر، الثوم البلدي ،التين المجفف "اشريحة" ،جبن الماعز،اللبن ،اضافة الى البيض البلدي والبقوليات ، علاوة على الخبز المطهو بالخشب في الأفران التقليدية والتي للأسف الشديد انقرضت في أغالب المدن المغربية "كان هذا تصريح أحد الزوار المغاربة القاطن بمدينة طنجة لجريدة "الشاون بريس الالكرونية" ، مضيفا أنه يأتي خصيصا إلى "الشاون" رفقة عائلته كلما سنحت له الظروف لكي يقتني هذه المنتوجات المجالية الصحية. سائح أخر قادم من الولاياتالمتحدةالأمريكية لم يخف دهشته بمجرد دخوله الزقاق الضيق لباب العين قائلا " إنه أمر لا يصدق كأن عقارب الساعة تتوقف هنا وكأنني في متحف تاريخي ، ولولا أني أرتدي سروال "الجينز" العصري ,وأحمل هذا الهاتف في يدي، لقلت أني سافرت في الزمان الى حضارة بعيدة جدا ، ان مدينة "الشاون" الزرقاء تعتبر افضل ما شاهدت في حياتي " يقول السائح.
و سواء دلف الشخص راجلا الى داخل أسوار مدينة السيدة الحرة من جهة "باب العين" أو "باب السوق" أو "باب الصبانين" أو غيرها ،فان الأكيد أنه سيسحر بمدى بهاء وروعة هذه الجوهرة الزرقاء ،المكنونة بين قرني جبل ، يرنو بشموخ نحو السماء.