" ما هو الشبح؟ هو موظف معروف لدى المالية والإدارة التي من المفروض أن يكون هذا الموظف فيها، اسمه مسجل في الإدارة التي هو تابع لها، وطبعا يترقى بصفة منتظمة، على امتداد عقود، ويحصل على التقاعد، وفي معاشه الشهري مبلغ "محترم"، وكأنه طيلة حياته المهنية ظل يشتغل بجد ونزاهة في إدارته". هكذا يعرف الصحافي" أحمد إفزارن" الموظف الشبح ، واصفا هذه الظاهرة بعملية سرقة للمالية العامة، مارستها وتمارسها أحزاب ونقابات وغيرها في واضحة النهار، وعلى امتداد عقود من الزمن، مشددا على أن هناك بعض الأحزاب ما زالت تدافع عن أشباحها. من جهة ثانية كشف المتحدث ذاته على أن الأحزاب المغربية هي المسؤولة الأولى عن هذا الويل الشبحي " أحزابنا هي من أنتجت مبررات لصرف أموال الدولة على "أشباح".. من متحزبين، ومنقبين، وذوي القربى، والزبناء، وحتى الأثرياء، وبنات وأبناء "الوجهاء"، وغيرهم...وفي أحزابنا ونقاباتنا محسوبون ومحسوبات على المؤسسات التعليمية، والجماعات، والوزارات وغيرها" يقول الصحافي "إفزارن". كما دعا "إفزارن" إلى ضرورة فتح بحث دقيق وشامل حول الموظفين الأشباح بجميع الإدارات العمومية متسائلا عن تقاعس الدولة في محاربة هذه الفيروسات "الشبحية" وأين وصلت بلدنا في مواجهة هذا "السرطان"؟. وفي نفس السياق اعتبر الصحافي "افزارن" أن مؤامرة الصمت"، في شأن "الأشباح"، يرتبط بمشكل "اقتصاد الريع"، بكل أشكاله وأنواعه، مضيفا أن هؤلاء اللصوص حولوا إداراتنا العمومية، إلى بقرات سمان تحلبها الأحزاب والنقابات، وأشباه الأحزاب والنقابات، وهكذا تقاسمت الأحزاب، ومن معها، هذه "الكعكة الوطنية"، ولم تتوقف إلى الآن عن التآمر ضد مصالح المجتمع. وفي الختام أشار الصحافي المذكور أن تفسير بعض الصراعات بين الكيانات السياسىية يخفي وراءه تعارض مصالح مالية ريعية وشبحية وعلاقاتية، مطالبا بضرورة فتح باب المحاسبة في مواجهة أحزاب ونقابات يعتبرون الرعاة الحقيقيون للعصابات الشبحية.