استنادا إلى آخر الدراسات العلمية الإيطالية حول دينامية تفشي وباء "كورونا" في المجال القروي، فإن منطقة الفحص "أنجرة" القروية من المستبعد جدا أن تتفشى فيها جائحة "كورونا" لأن معظم مجالها الترابي غير حضري تماما مثل إقليمشفشاون الذي حافظ على صفر إصابة منذ تفشي الفيروس بالمغرب. وتشير هاته الدراسة العلمية أن سبب عدم انتشار فيروس "كورونا" بالعالم القروي يرجع إلى قلة الأسطح المعدنية والسيارات والمصانع كما هو الحال بالمدن، وهي أسطح يمكن أن يسقط عليها الفيروس ويبقى لفترة معينة، في حين لايمكن لفيروس "كورونا" العيش على التراب والأشجار والغطاء النباتي بالعالم القروي. لكن نجد أن العكس هو الذي يحصل حاليا باقليم "الفحص أنجرة "والسبب في ذلك بؤرة مصنع"رونو" لإنتاج السيارات وغيرها من البؤر الصناعية التي أصبحت تفرخ الحالات الإيجابية يوميا بالمئات. نفس الوضع ينطبق على جهة الغرب "لالة ميمونة" فهي رغم كونها منطقة فلاحيه بامتياز حيث لا يمكن من الناحية العلمية استنادا إلى الدراسة الإيطالية، أن تتعرض لجائحة قوية بفيروس "كورونا"، لكن تواجد وحدات إنتاج صناعية لتلفيف وتعبئة الفواكه الحمراء المملوكة لمستثمرين إسبان والمعدة للتصدير نحو أوروبا، هو ما جعلها عرضة لتكوين بؤر وبائية خطيرة. الحالة بدورها مشابهة حد التطابق بجهة الصحراء التي حافظت لشهور على خلوها من فيروس "كورونا" لولا انفجار البؤر الوبائية داخل معامل تصبير السمك بمنطقة المرسى بين أفواج العمال والبحارة. وهكذا يتبين بجلاء أن كل أصابع الإتهام أصبحت توجه إلى المصانع والمعامل في حين لم تسجل الأسواق وغيرها من التجمعات البشرية أية إصابات مهولة وخطيرة كما يحدث حاليا بمصنع "رونو" بمنطقة الفحص أنجرة. السؤال المطروح هل تستطيع السلطات الصحية ووزارة الداخلية إغلاق مصنع "رونو" وبعض الوحدات الصناعية بمنطقة الفحص أنجرة لمدة 14 يوم على الأقل لتسطيح منحى الحالة الوبائية؟ بالمقابل إطلاق مزيد من عمليات تخفيف إجراءات الحجر الصحي بالنسبة للمواطنين والأطفال وجميع الأنشطة التجارية والحرفية والمقاولاتية المتحكم فيها. إن الإغلاق التحفظي المؤقت لمصنع "رونو" والمصانع الكائنة بمنطقة الفحص أنجرة يعتبر إجراء احترازيا يُحاصر كل بؤرة على حدة ولا يقيد حرية المواطن والأنشطة الإقتصادية المعاشية، وذلك حتى تتضح الصورة أكثر لأنه بعد تفجر بؤرة مصنع" للا ميمونة" ومرسى العيون ومعمل"رونو"، أصبحت كل المؤشرات تربط بين تفاقم الحالة الوبائية والمصانع المكتظة باليد العاملة.