قلق متزايد مع ظهور بؤر صناعية بطنجةوالعرائش العلم: التهامي بورخيص تصدرت جهة طنجةتطوانالحسيمة، سبورة الترتيب في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد في الأيام الأخيرة بالمغرب، حيث سجلت يوم السبت الماضي 59 حالة من ضمن 82 إصابة على الصعيد الوطني وسجلت اليوم فقط 16 حالة، مما جعل المنطقة الشمالية تقفز بشكل صاروخي في انتشار الوباء كوفيد-19، لتحتل المرتبة الثالثة بحوالي (1368) إصابة بعد جهة مراكش – اسفي (1631) وجهة الدارالبيضاء – سطات (2913) وهو ما يمثل 15,35٪ من العدد الإجمالي الوطني للإصابات. وتوزعت الإصابات الجديدةبإقليمالعرائش في أوساط مهنية ومخالطين، منها البؤرة الصناعية لشركة "نات بيري " Natberry للفواكه الحمراء، ومست جماعة الشوافع، دائرة جمعة لالة ميمونة القنيطرة، بالإضافة إلى عاملات من دوار ولاد احميد جماعة القصر الكبير، والعوامرة وريصانة والزوادة والساحل، فيما سجلت طنجة 28 حالة جديدة أغلبها بؤر صناعية لشركة "رونو"، وحالتين بمركز التكفل بتطوان. ونظارا للارتفاع المفاجئ والمهول للإصابات بجهة الشمال، ازداد القلق يساور المواطنين عن مدى أهمية الاحترازات والاحتياطات للسلطات المحلية واللجان الصحية، ومدى فعاليتها في انحسار انتشار جائحة كورونا والخروج من المنطقة 2 التي ضمت كل من إقليمالعرائشوطنجة. وفي هذا السياق، صرح الدكتور نور الدين سينان "للعلم" لتسليط الضوء عن الحالة الوبائية بإقليمالعرائش متحكم بها، وأوضح أن جميع الحالات المؤكدة أغلبها لبؤر صناعية – فلاحية، ورغم العمل الجبار للسلطات المحلية، الاحتياطات والاحترازات ومجهودات اللجان الصحية الاقليمية التي تقوم بالفحوصات يوميا وبمعدل مرتين إلى ثلاثة مرات، فلابد أن تظهر حالات بين الفينة والأخرى. ولا توجد حلول كثيرة مع البؤر، إما الإغلاق نهائيا للمعامل كما في البداية وهذا سيكبد خسائر كبيرة ووضعية نفسية خطيرة للمتوقفين عن العمل، وإما تكثيف الكشوفات المخبرية والإجراءات والاحتياطات الصحية. فلا يمكن بالمطلق أن تتحكم بشكل نهائي في الفيروس بالمعامل الفلاحية سوى الإغلاق، وهذا غير ممكن، لأنها تزود المغرب بأكثر من 80 في المائة من المنتوجات، واللحظة هي وقت الذروة لكونها تشتغل بشكل موسمي وسينتهي عملها بانتهاء الموسم الفلاحي. وأضاف "سينان "، ما يجب التأكيد عليه هو طمأنة المواطنين والدعوة إلى التهدئة، وأن الأمور ستعود إلى حالتها الطبيعية، لأن الحالة الوبائية متحكم بها في الإقليم وظهور بؤر صناعية بين الفينة والأخرى بالمنطقة عادي جدا، لكونها تحتوي على معامل صناعية وضيعات فلاحية بالمقارنة مع مناطق أخرى، والدليل على أن مدينة العرائش لا توجد بها حالات كثيرة ولا تتعدى عشر حالات . وحول القرار الذي اعتمدته وزارة الصحة برفع التحاليل المخبرية على الصعيد الوطني، فقد تم بإقليمالعرائش الكشف عن نتائج مائة تحليل لفيروس كوفيد- 19، وتم تسجيل حالة واحدة إيجابة تتعلق بإحدى العاملات في صيدلية بالقصر الكبير، بينما جاءت نتائج مخالطي موظفي الأبناك بالعرائش كلها سلبية، كذلك مخالطي حالات مصنع تصبير السمك المسجلة مؤخرا، كما أن نتائج موظفي مؤسستا الضمان الاجتماعي جاءت سلبية، والأهم ان نتائج أحد مصانع جراد البحر "غامبا" بالعرائش جاءت كلها سلبية. وأوضح الدكتور "نور الدين سينان" في هذا الإطار، أن التحاليل المخبرية لتتبع المخالطين بالإضافة إلى توسيع رقعة التحاليل بالمؤسسات والشركات، ستفضي بالضرورة إلى اكتشاف حالة أو حالتين حاملين للفيروس ، كما لايمكن إغفال أن هناك إشكالات بنيوية ثقافية فيما يتعلق بتطبيق الإجراءات الصحية، فأغلب المواطنين لا يضع "الكمامة" بحجة أنها "تخنقه" بالإضافة إلى شروط العمل غير السوية لعاملات الفراولة . وفي إطار الاستراتيجية الوطنية التي ستقوم بتجميع نحو 839 حالة نشطة والحالات الإيجابية المستقبلية في مؤسستين صحيتين متخصصتين في كل من بنسليمان وبن جرير، سيتم نقل كل المرضى الذين يتلقون العلاج بوحدة كوفيد-19 بالمستشفى الإقليمي لالة مريم بالعرائش، وعددهم 86 مريضا، سيتم نقلهم إلى وحدة علاج عسكرية بمنطقة بنسليمان، أسوة بجميع المرضى بجهة طنجةتطوانالحسيمة، بينما جهات أخرى سيتم نقل حالاتها الى المستشفى العسكري ببن جرير. ويهدف هذا التجميع إلى فتح المجال في مستشفيات المملكة لعلاج الأنواع الأخرى من الأمراض، وحماية الحالات الإيجابية وكذا محيطها العائلي والمهني، وذلك مع توفير الرعاية اللازمة لها. كما تهيب المديرية الجهوية للصحة بجميع المواطنات والمواطنين بجهة طنجةتطوانالحسيمة إلى ضرورة الالتزام بقواعد النظافة والسلامة الصحية والانخراط التام بالتدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات المعنية بكل وطنية ومسؤولية.