هي أنثى العزلة، ليس لأنها انطوائية، وليس لأنها تحمل بداخلها مثقال ذرة من كبر أو غرور. كل ما في الأمر، أن ثمة أرواح، لا تمنح وقتها واهتمامها إلا لمن يشبهها، ولأن إنسانيتها فاقت جل من حولها، لأن رُقيّها ارتقى على الرقي ذاته، فكان لا مناص من أن يكون لتفردها ضريبة، تمثلت في انعزالها عمّن حولها. فعندما يراك الناس من خارجك فقط، تغدو العزلة هي الحل، وعندما لا يلتفت الناس إلى جمالك الروحي، مكتفين بجمالك الخارجي والشكلي فقط، تغدو العزلة هي الحل. وعندما تكون الإنسانية عابر سبيل في حياة البشر، ما يلبث إلا أن يسطع ضوءه كالبرق، هو برق البدايات فقط، يخلفه رعد وعواصف الإنفصال التي تقطع بوجود الإنفصام القابع في نفوس الكثيرين من البشر، تغدو العزلة هي الحل. هي أنثى التفرد، وتلك مأساتها. !