تتمة لما سبق التطرق إليه في المقال السابق بعنوان “مسؤولية الإعلام الرقمي في تعزيز ثقافة السلم الإجتماعي” نورد في هذا المقال بشكل مقتضب الحديث عن الأخلاقيات في علاقتها بالإعلام الرقمي والتي نقصد بها مجموعة القيم والمعايير المعتمدة داخل مهنة ما، باعتبارها خارطة الطريق والبوصلة التي بواسطتها يمكن الوصول إلى الصواب وتجنب الخطأ، والتمييز أيضا بين ما هو مقبول أو غير مقبول. ولتحقيق الرسالة التواصلية الفعالة بين الإعلام والمجتمع لابد من توفر بند الضمير المهني الخلاق، إذ رغم وجود القوانين والمواثيق والمعاهدات التي تؤطر العمل الإعلامي فإنها غير كافية البتة، في ردع المخالفين وزجرهم عن الجرائم التي يمكن أن يرتكبوها عن طريق الإعلام، في حق المجتمع. فالقانون والحرية والأخلاق الإعلامية، مسألة ضرورية، وغيابُ أحدِها يهدد رسالة الإعلام وحُسنَ سير عمله، ففي غياب الحرية نصبح أمام فوضى، ومن دون القوانين تصبح المهنة مشرّعة الأبواب ومهتوكة العرض، ومنعدمة القيمة والقيم، ومن دون الأخلاق يصبح الإعلام فاسدا، ويحصل بذلك اختلال في المنظومة الإعلامية التي تؤدي في آخر المطاف إلى اختلال في المنظومة المجتمعية ككل. وفي الختام نرى كباحثين ومهتمين بالمجال اقتراح جملة من التوصيات لعلها تكون قيمة مضافة، ومناسبِة لتطوير العمل الإعلامي، لتبوءه المكانة البارزة باعتباره الدعامة الأساسية لتطوير السلم والأمان داخل المجتمع. * o ضرورة إيجاد مدونة أو قانون دولي يحدد ضوابط استعمال العالم الرقمي وتحديد أهداف شاملة وعامة تتعلق بالسلم الإجتماعي للشعوب.
* o وجوب تخصيص مساحات إعلامية في جميع المنابر الرقمية تدعو إلى ثقافة السلم والتعايش والتسامح مع الآخر.
* o توحيد مسطرة الحد من المساس بالسلم الإجتماعي للشعوب حماية لثقافتها وخصوصياتها.
* o العمل على إيجاد مؤسسات أمنية إعلامية وإلكترونية لتتبع سلامة استعمال الأنترنت لأغراض السلم الإجتماعي.
* o ضرورة إيجاد شبكة دولية لمراقبة الملكية الإعلامية، والحق في الولوج إلى العالم الإفتراضي من أجل الحفاظ على الإبداع والتطور والتواصل الإيجابي بين بني البشر، على هذا الكوكب الأزرق، والتعايش والانفتاح على الثقافات والتسامح وقبول الآخر، ضمن الحد الأدنى للمشترك العولمي.
* o العمل على جعل الإعلام الرقمي ثقافة للتحضر والقيم الإنسانية والكونية، وصون حرية التعبير، وإنقاذ السلم الإجتماعي من كل خطر.
* o تنمية الوازع الديني والأخلاقي داخل المجتمع على النحو الذي يمكنهم من أداء دورهم المهم في مواجهة الأحداث والتصدي للمؤثرات الإعلامية السلبية.
* ضرورة التعاون الدولي والإقليمي في مجال ملاحقة ومكافحة المجرمين في العالم الرقمي المخلين بآداب وأخلاقيات النشر عن طريق إبرام المعاهدات وتبادل الخبرات. عدنان تليدي