وكان أول ما بناه العلميون من هذه المدينة حي السويقة، والقصبة (دار المخزن) التي تضم المشوار، والسجن، والمسجد، ودار سكنى الأمير، وأروية الخيل، وبرجا شاهقا، وبعض الدور القليلة، ومنها القاضي ودور بعض الموظفين، وأحيط كل ذلك بسور لا زالت بادية إلى الآن. الإمارة الراشيدية(1471-1561)م: عانى المغرب في أواخر القرن 9 ه (15م) من تحديات خطيرة، أجهزت على العديد من المكاسب التي تحققت في العصر المريني، ومن أبرز هذه التحديات: – تكالب الأيبيريين (البرتغاليين والإسبان) على المدن الساحلية (الثغور) المتوسطية والأطلسية – ونجاحهم في احتلال أكثرها، ففي هذه المرحلة تم احتلال سبتة 818 ه (1415م)، والقصر الصغير 862ه (1458م)، وطنجة 876ه (1471م)، وأصيلا 876ه (1471م) من طرف البرتغاليين؛ – قضاء بنو الأحمر بمملكة غرناطة على النفوذ المريني بالأندلس؛ – الانقسام السياسي والصراع على السلطة بين المرينيين والوطاسيين، حيث تمركز الوطاسيون في – أقاليم الشمال ونزلوا بأصيلا قبل احتلالها من طرف البرتغاليين، بينما اقتصر نفزذ بني مرين على مراكشوفاس قبل انسحابهم منها مطرودين من طرف الوطاسيين سنة 876ه/1471م. إن الظروف السياسية التي كان يجتازها المغرب بشكل عام والشمال بشكل خاص خلال هذه المرحلة أتاحت الفرصة لبني راشد تأسيس إمارة مستقلة في شمال المغرب وعاصمتها شفشاون، وامتد نفوذ هذه الإمارة في عهد استقلالها إلى أحواز فاس والريف، ومدينة تطوان التي كان بها خليفة المولى علي بن راشد أبو الحسن سيدي علي المنظري الأندلسي (ت. حوالي 910ه/1504م). وقد استمرت إمارة بنو راشد “مستقلة” طوال 90 عاما، وهي تقريبا مدة الفترة الانتقالية من الوطاسيين إلى السعديين، وتعاقب على حكمها في طور الاستقلال أميران عظيمان من آل راشد، كان لهم دور بارز في إشعاع هذه المدينة واشتهارها محليا وعالميا، وهم على التوالي: مولاي علي بن راشد (ت.937ه/1530م)؛ ومولاي محمد بن علي بن راشد، وهو آخر حكام الأسرة الراشدية، الذي أجلاه السعديون عنها سنة 969 ه/1561م. منشورات الجمعية المغربية للثقافة الأندلسية العنوان “شفشاون قديسة الجبل” للدكتور امحمد جبرون (طبعة ثانية 2017)