هي الزهراء المدعوة بزهور بنت منصور بن زيان الوطاسي أخت أبي الحجاج يوسف الوطاسي، لعبت دورا مرموقا في آخر الدولة المرينية وأول عهد الدولة الوطاسية. منذ 1358 م بدأت الدولة المرينية تتهاوى سريعا. تولى الحكم سلاطين دون سن الرشد (1358-1374 م ثم 1393-1458 م) كانوا بلا رأي، ووضع هؤلاء تحت وصاية أقربائهم من الوطاسيين، كما قام أصحاب غرناطة بتولى دور الوصية (1373-1393 م). آخر السلاطين عبد الحق (1421-1465 م) استطاع أن يتخلص من أقربائه الوطاسيين بعد أن أقام لهم مذبحة كبيرة سنة 1458 م. لم يدم الأمر على حاله وقام سكان فاس بثورة على المرينيين ثم صار أمر المغرب بعده في أيدي الوطاسيين. وبيان ذلك أن أحوال الدولة المرينية اضطربت في عهد السلطان عبد الحق بن أبي سعيد آخر ملوك بني مرين بسبب وقعته الكبرى ببني وطاس وتوليته يهوديين على أهل فاس فاستبدا وتغطرسا إلى أن عمد أحدهما إلى امرأة شريفة وانحنى عليها بالضرب وألهبها بالسياط فجعلت تتوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يتميز غيظا كلما سمع ذكر رسول الله فيبالغ في تعذيبها فهاج الناس وماجوا وأعلنوا خلع السلطان عبد الحق وبايعوا نقيب الأشراف بفاس أبا عبد الله محمد بن علي الإدريس الجوطي العمراني الذي اعتقل عبد الحق وانتزع منه خاتم الملك وقاده إلى مصرعه فضربت عنقه فانقرضت به دولة بن مرين. غير أن إمارة هذا الشريف لم تدم طويلا إذ سرعان ما خلعه أبو الحجاج يوسف بن منصور الوطاسي، قال في الاستقصا: «وبقيت حضرة فاس في يد أخت أبي الحجاج زهور الوطاسية مع قائده السجيري إلى أن تولى الأمر محمد الشيخ الوطاسي أول الملوك الوطاسيين». وبما أن الشريف المذكور خلع في عام 875ه وتولى محمد الشيخ عام 876ه تكون الأميرة زهور الوطاسية قد بقيت فاس تحت حكمها نحو عام كامل.. *للا لو بنت السلطان احمد الوطاسي مصاهرة ومصلحة ومن النساء اللواتي لمعت أسماؤهن خلال هذه الحقبة العصيبة من تاريخ المغرب السيدة للا لو بنت السلطان احمد الوطاسي والتي تزوجت من السلطان محمد الشيخ السعدي في إطار الصلح المبرم بين السلطانيين عند دخول السعديين إلى مكناس. لكن هذا الزواج لم يثن محمد الشيخ عن القضاء على السلطان الوطاسي صهره.